Page 72 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 72
العـدد 37 70
يناير ٢٠٢2
الآن ،أريد فقط ،أن يم ّر هذا الشتاء الطويل ،ويزهر هل انص َّت إلى صخ ٍر يو ًما؟
آخر ما تب َّقى من أحلام! لقد اتقن ُت من كلامه سبعة أحرف
هل سمع َت اسمك ينادى به في الأرض؟
*** لقد خلع ُت ك ّل أسمائي ،فأ ُّيها تعني؟
هل ركض َت في جدول ماء بين جبلين؟
أنا من قوم إذا خرج أحدهم من بيته ،لم يعد يعرف ك ُّل الجبال التي قابلتها ،تحمل جداولها على أكتافها
بيته.
هل أتي َت فر ًدا؟
أنا من قو ٍم ،حيواتهم معلّقة بخيط كلام. بل أق َّل من ذلك
أنا من قو ٍم ،يطول ليلهم ،ويقصر نهارهم. هل تعلم َمن أنا؟
أنا من قو ٍم ،قمرهم ،لم يره أحد ولا نزل عليه من
أعل ُم َمن أنا.
السماء ماء أو شهب.
أنا من قو ٍم ،أحلامهم سرا ٌب بقيعة. ***
أنا من قو ٍم ،ينوحون كما تنوح رمال الصحارى.
أنا من قو ٍم ،نسوا كيف تكون الشجرة بلا ًدا ،ولماذا إلى أين ذهبت الأجساد القلقة؟
إلى أين أخذت شهواتها تعاوي ُد الغابة؟
تكون الصخرة مقبرة.
أنا من قو ٍم ،سلاحهم دعاء ،خبزهم كراهية، المرآة التي نقف أمامها فارغة:
أمام ريح تط ّوح بأوراق الأشجار
وضحكهم بكاء. أمام كراهية تفوح برائحة العفن
أنا من قوم يقرأون النجوم ،يخ ُّطون على التراب
أمام صفير رمال في الصحارى
حرو ّفا ومربعات ومثلثات أمام ضحكات غادرت الوجوه قبل قليل
كبيرهم فقط من يضع الدائرة حيث يشاء. أمام بيوت تنكمش على نفسها آخر الليل
أنا من قوم يكرهون الحجر ،يضربونه بالقواديم
ويذرون غباره في الهواء،لا يدخلون إلى بيت فيه المرايا ثقوب سوداء ،لا أكثر!
حجر ***
حين يشت ُّد بأحدهم الكرب ،يذهب إلى غابة أو
في السادسة عشرة ،أردت أن أكون صاحب نظرية
حرش ،يغتسل وحي ًدا صامتًا فلسفية تف ّسر كل مشكلات الكون
وفي الليل ،ساعة قبل الفجر ،يرمي بحجر صدر
في السابعة عشرة ،أرد ُت أن أكون شاع ًرا يحمل
الليل. مفاتيح الشعر العظيم
أنا من قوم نبيهم يأكل من إبهامه. في الثامنة عشرة ،أرد ُت أن أكون ر ّساما ،أكثر
أنا من قوم لسانهم حجر ،وغدهم حجر. شفافية من بول كلي
أنا من قوم إذا خرج أحدهم من بيته ،لم يعد يعرف
في التاسعة عشرة ،رفع ُت قبضتي في وجه
بيته الرأسمالية
بيوتهم معلقة في سقف ،والسقف مشدود بخيط من
في العشرين ،أردت أن أعيش في الصحراء ،أسمع
كلام سترافنسكي وشوبان
والكلام يكبر في الليل ويصغر في النهار
قمرهم يدور على وجهين :وجه يفتح نافذة على نجم ث َّم صار للوقت في ك ِّل طريق شجرة وفي ك ِّل
منعطف بحر وحكاية
عظيم
وجه لم يره أحد ولا نزل عليه من السماء ماء أو ث ّم صارت الخطوات أقصر والأوراق تصف ُّر
وتستسلم للريح
شهاب.