Page 70 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 70

‫العـدد ‪37‬‬   ‫‪68‬‬

                                                  ‫يناير ‪٢٠٢2‬‬

‫عاشور الطويبي‬

‫(ليبيا)‬

‫نفض َت يدي َك فتناثر في الهواء غبار‬

                  ‫قبل أن يجري بحر على ساحل‬                ‫ليس ْت بشارة ما رأي َت على ك ّفي َك!‬
                   ‫قبل أن يصعد في الهواء طائر‬           ‫لقد رأي َت ك ّل من سينزل من صلب َك‬
                    ‫قبل أن ينبت في التراب كلام‬    ‫لقد ضحك َت حين لمحتهم يرفعون الأشرعة‬
‫قبل أن يسكر رجل وامرأة تحت عريشة عنب ر ّيان‬
        ‫قبل ساعة ُينفخ فيها البوق وتقع الزلزلة‪.‬‬             ‫وضحكت حين سمعت أغانيهم‬
                                                   ‫وضحكت حين ترنحوا في الفيافي سكارى‬
               ‫***‬
                                                       ‫وضحكت حين ارتعشوا في خلواتهم‬
                       ‫ال ِّشعر هذا العصي الخفي‬     ‫وضحكت حين نزلوا من الجبل صامتين‬
       ‫أيكف ُر بأسمائه أم يركب الفلك مع الراحلين‬
                                                                    ‫لكنك بكي َت مرة واحدة‬
                         ‫أ ُّي آية محيت على قمر؟‬                     ‫نعم‪ ،‬م ّرة واحدة فقط‬
         ‫الأرض بساط والسماء حلقة في أنف ثور‬        ‫حين نفضت يديك فتناثر في الهواء غبار‪.‬‬
                                                         ‫خطوة‪ ،‬خطوة ثانية وخطوة أخرى‬
                         ‫أ ُّي آية محيت على قمر؟‬              ‫الكون شاس ٌع في هذه الشرفة‬
                  ‫غمام خفيف عالق بنهر صريخ‬               ‫خطوة‪ ،‬خطوة ثانية وخطوة أخرى‬

                         ‫أ ُّي آية محيت على قمر؟‬                       ‫هل تسمع؟ انصت!‬
                                                                           ‫الكون يتح ّرك!‬
    ‫حين تلوح من بعيد سلالم‪ ،‬تعرف أنك وصلت‬
                         ‫أ ُّي آية محيت على قمر؟‬           ‫***‬

               ‫***‬                                        ‫أيها الحبر الذي يكتب ما سيكون‬
                                                       ‫م ّد رجليك على عشب ما قبل التاريخ‬
                 ‫قبضة من هنا وقبضة من هناك‬
                                                                              ‫لا راحة لك‬
                                                                 ‫قبل أن يتقدم اللي ُل النهار‬
   65   66   67   68   69   70   71   72   73   74   75