Page 82 - Baghdadiat-RightToLeft
P. 82
ظلت هذه السوق البغدادية من ارقى الاسواق في العا ، وافتتحت الشركة مثيلات لها في اسطنبول وحلب وتونس وب وت والقاهرة والاسكندرية والبصرة، وظلت هذه السوق البغدادية راقية حتى بعد تأميمها ايام السبعينيات من القرن الماضي، حيث تولت ادارتها السيدة سعاد ارشد العمري.
سعاد متعلمة وصاحبة ذوق رفيع وتهتم بالديكورات وتصاميم المنازل وتنحدر من عائلة ارستقراطية، كان ابوها والذي تولى رئاسة الحكومة العراقية لفترة في العصر المل قد اشرف على ترميم المسجد الاقصى وقبة الصخرة بأمر من السلطان العث عبد الحميد الثا ، واقام لهذا الغرض عدة شهور في مدينة القدس.
كنت تشاهد في الاوروزدي باك مختلف انواع الملابس محلية واجنبية، وكان هناك اقسام للادوات والاجهزة والملابس الرياضية المستوردة من ارقى الماركات، وكان هناك اقسام للاثاث الايطالي، واخرى للكريستال والادوات المنزلية، والقرطاسية المستوردة من بريطانيا، وقسم خاص بالاسطوانات والاشرطة وادوات الموسيقى ومكتبة فيها الكث من الكتب بالانكليزية والالمانية.
كانت الاوروزدي باك في ذلك الوقت اول سوق كب يفتتح في الشرق الاوسط، وكانت في ذلك الزمن تعادل المول التجاري في ايامنا هذه، ولكن العراقي ورغم كل المولات الحديثة وما فيها من اشهر الماركات العالمية سيظلون يحنون الى الاورزدي باك لانه كان صديق العائلة، بجودة منتجاته ومناسبة اسعاره.
بعض العراقي يحن الى ايام صدام حس ، وهناك من يواظب على ضرب الامثلة عن طيبة عبد الكريم قاسم، وهناك من يرى ان النظام المل خ من الجمهوري للعراق، لدى العرب اج لا حن لل ضي وكره للحاضر، لانهم عاجزون عن استشراف أي مستقبل.
قد يوصف الحن بالجارف لأنه يجرفنا بعيدا عن الواقع، وابعد عن المستقبل، وقد يص حنينا غبيا ح نطيل الوقوف على عتباته ونوليه وجوهنا، في نولي المستقبل الدبر. المشكلة ليست في الحن طبعا، ولا في ما نحن اليه من عهود الماضي السحيق او القريب، المشكلة في كيفية تعب نا عن هذا الحن ، وفي تآمرنا لتقديسه، واقناع انفسنا بان أي محاولة لتحديثه هي مؤامرة عليه. الحن ك يقول محمود درويش: الحن استرجاع للفصل الأجمل في الحكاية الفصل الأول المرتجل بكفاءة البديهة هكذا يولد الحن من كل حادئة جميلة ولا يولد من جرح فليس الحن ذكرى بل هو ما ينتقى من متحف الذاكرة الحن انتقا كبستا ماهر وهوتكرارللذكرىوقد ُصفيتمنالشوائب وللحن أعراض جانبية منها إدمان الخيال النظر الى الوراء والحرج من رفع الكلفة مع الممكن والإفراط في تحويل الحاضر الى ماض ****** مشكلتنا الاخرى ان من يتخلصون من هذا الحن يصبحون لا مبال اطلاقا باي شيء.
نريد الحن ونحتاجه، لا نريده انتقائيا، نحتاجه غ مصفى من الشوائب، ونريد ونحتاج ان نرفع -ودون أي حرج- الكلفة مع الممكن. نريد نقطة مرجعية نعود اليها بالحن ، نقطة ليست بعيدة ك عصور الخلافة، ولا قريبة كالحقب الملكية، نريد حنينا ذكيا يقود الى إثبات الجدارة والتفوق في هو متاح ودون ادمان في النظر الى الماضي الذي صفيناه من الشوائب..
84