Page 83 - Baghdadiat-RightToLeft
P. 83
بغداديات 53
ت يحرك بدلالي سعالي / غريب ومحد من اهلي سعالي
وردت في العهد القديم على انها جنات عدن، ومعروف انها شهدت بدايات الحضارة السومرية. نجت مطلع القرن الماضي من مشاريع استع رية قضت بردمها لاستغلالها في الزراعة، ثم نجت قبل نهايته من مشاريع صدام حس لتجفيفها كعقاب للمعارض . انها الأهوار العراقية الممتدة غر وشرقي دجلة والفرات من الجنوب نحو الفرات الأوسط، ومؤخرا تم ادراجها على لائحة اليونسكو كأحد معا التراث العالمي، وذلك بعد التغلب على معارضة ايران لأط ع جغرافية، ومعارضة تركيا لأط ع مائية. منازلها جميلة مصنوعة من جذوع النخل والقصب المجدول وأرضها مفروشة بالبسط الصوفية المزركشة شتاء وبالحصر المصنوعة من القصب المجدل صيفا، ويكفي رش جدران المنازل بالقليل من الماء صيفا لتحصل على الهواء المنعش والبارد وقيلولة مريحة. للقصب رائحة ح يجف واخرى عندما يكون مبلولا، يخضر بالماء ويصفر بالشمس، للقصب صوت ح تجمعه وح تطرحه أرضا، يُصفر ح تضربه الرياح، يب القصب عند حرقه، ويئن عند تجديله، لا يحب القصب شيئا الا التحول لناي، ناي يئن ح يحن. يزرع سكانها الأرز وقصب السكر، ويصطادون الطيور والسمك بالفالات، ويتنقلون بقوارب صغ ة يسمى مفردها مشحوف، و اما ك في البندقية يعرف سكانها العشق على
اصوله.
كان عبد الله مميزا شحوفه وحسن كلامه وطيب معشره وصوت غنائه، حتى ان الناس كانت تتجمع على الشاطئ لس عه يغني، بين يربط اكياس البضائع لنقلها من الكوفة الى الناصرية والع رة والبصرة، ومن ب هؤلاء وشلة بنت إجريو، والتي تبح بسر عشقها لعبد الله بل لصديقتها ميحانة هندي. ن ان العشق تحرقها، ونصائح ميحانة بالإفصاح عن عشقها له ولو بالإشارة من بعيد اصبحت مستحيلة فقد غابت شمس الأهوار يوما بعد يوم و يأ ِت عبد الله و يسمع صوت غنائه، لقد انهارت اجزاء من جسر المسيب الخشبي على مشحوفه فقلبته والتفت حبال بضائعه على يديه وربطتها وسحبته بعيدا. اما ك فعلت قبل أعوام ح فجعت عريسا شابا بعروسه. ر ا يكون جسر المسيب اشهر جسور العراق لا للونه الاخضر البديع ولا لبسات النخيل على جنباته ولا لموقعه ولا لقدمه، وا ا لمواجع ودموع الحب التي شهدت عليها ضفافه،
وهي المواجع التي يشهد عليها شطر من بيت شعر يقول: على جسر المسيب سيبو .
وك استنجد الفتى الكنعا : دلو على الآلهة عناة، فغناها الناس من بعده على دلعونا، استنجدت وشلة بصديقتها ميحانة: ميحانة ... ميحانة ، غابت شمسنا والحلو ما جانا ..... وكأن غياب عبد الله يكن كافيا، فقد ابتلاها القدر بشقيق صديقتها وشلة، كان شابا صفيقا، وما ان سمع القصة وفهمها حتى بدأ التحرش بوشلة والتي صدته ورفضت خطوبته فبدأ في نشر أخبارها والاساءة لسمعتها حتى اصبحت قصتها على كل لسان، وتحولت لأغنية أبدعها كتابة؛ الشاعر جبوري النجار، ولحنا: الملحن الاستاذ ناظم نعيم، وتوزيعا؛ الموسيقار جميل بش ، وغناها ك يغن احد من قبله ولا بعده الفنان ناظم الغزالي. ناظم الغزالي سبق تسجيله لهذه الاغنية البديعة وال كتبه الشاعر الفلسطيني محمود سليم الحوت: تيهي على ارج الورود عطورا .... و على عناقيد الكروم خمورا و نعي فالشعر وحي نع .... واللحن يطلق ان وقعت اس ا وتحكميبالحبفهوتعطش....ان يع َّلفقديشبسع ا لا تسالي عني الطيور فا .... اصبحت من نظر الطيور غيورا يا وردة ملا الضفاف ج لها .... و جرى الغدير بعطرها مسحورا ترى سقيت دمي فخطب لونه شفتيك .... واعتدل الرشيق نظ ا قد طال ليلي فاستعنت على الدجى .... بشعاع طيفك يصهر الديجورا ويشيع في دف المنى ودبيبها .... و يرد اشجان الحياة سرورا وخلال حفل ضخم اقامته الكويت عام 1963 ناسبة ذكرى استقلالها وشاركت فيه ام كلثوم وعبد الحليم حافظ ووديع الصافي، غنى الغزالي هذه الاغنية وهذا الموال واضاف اليه بيتا اخ ا يقول فيه: وهفا إلى أرض الكويت وشعبها .... ودعـا لمن سكن القلوب أمـ ا
85