Page 99 - Baghdadiat-RightToLeft
P. 99

بغداديات 63
اللي يحب بطرف الجفن يطرز چفافي احبابه
كانصبياعلىأبوابالبلوغمعبدايةالسبعينياتمنالقرنالماضي،يقضينهارهعلىأطرافبلدةالهنديةوالتي ُسميتكذلكنسبةلمستشارملكالهندالذيزارالمنطقة قبل قرن  في رحلة حج للمراقد المقدسة في كربلاء وقرر حفر قناة لتخفيف ملوحة الارض. وككل صبي في عمره كان متمردا على جده وأبيه وعلى العادات والتقاليد، و  يحرم على نفسه اكل سمك الجري والتي قال جده ان الامام علي لعنها بعد ان خبطت الماء أمامه وهو يتوضأ. و   نع نفسه من التلصص على الجارات، وهن يرفعن فساتينهن
اثناء دعك الملابس في طشت الغسيل المعد .
و  يحرم على نفسه الخمر ايضا، بل انه صنعه بنفسه، حيث كان يضع طرف دشداشته في فمه ويتسلق نخلته المفضلة فيصنع حفرة في الج ّ ر الابيض بأعلاها لتتجمع هناك عصارة حلوة يتركها لتخمر وتص  مسكرا شديدا. ومن اعلى النخلة وبفضل ذلك العرق المصفى كان يرى جارته زينب اقرب وأقرب، جرعة الخمر الصافي واغ ضة العين  والالتصاق ِب ِج ْذع النخلة تجعل رعشته الجنسية هزة كونية كادت في احدى المرات ان تطيح به أرضا، ك  فعلت بأحد ابناء بلدته قبل سن .
كانت زينب قريبة لكن الوصال بعيد، كأن الشاعر طرفة بن العبد عناه بهذين البيت  : وأ ّمر ما لقيت من أ  الهوى ........ قرب الحبيب وما إليه وصول كالعيس في البيداء يقتلها الظ  ........ والماء فوق ظهورها محمول في اوراقه الرسمية صار اسم منطقة سكناه طويريج )طويريق( وقالوا له انها تصغ  لكلمة طريق ويقصد بها الطريق المؤدي الى مرقد الشهيد الحس ، ولكن صديقه الشيوعي المثقف قال ان سبب التسمية هو ذلك المهندس البريطا  الذي شيد الجسر الواصل ب  طرفي الفرات وقال انه ) Tow way reach( ولكن الاهالي دمجوا الكل ت وحوروها لتصبح طويريج. اوراقه الرسمية تش  الى ان موعد خدمته العسكرية الالزامية قد بات على الابواب وتحديدا بعد عاشوراء. سيشارك في ركضة طويريج نحو المراقد المقدسة هذا العام عله يتمكن من الالتصاق بنخلته الحبيبة »زينب« للمرة الاخ ة قبل السفر ش لا لأداء فترة خدمته للعلم. لقد اصبح شابا يجالس العشاق في الحانات بعد ان كان يشرب خلسة من الحفرة في نخلته الحبيبة، وكانت جسد زينب ايضا بديلا لجذع نخلته في مناسبات سرية متفرقة، ستكون تلك المناسبات سلواه ودفئه في ليالي الش ل الباردة والتي لا يقطع صمتها سوى أزيز رصاص البشمركة الأكراد.
نجا من الرصاص ومن حادث انقلاب ناقلة الجند التي تدحرجت واستقرت ككتلة من حديد على صخور شلال كلي علي بيك، ونجا كذلك عدة مرات من التسمم بعد تناوله عرقا رديئا قال بائعه انه من افخر خمور بعشيقة وهبهب ليتب  عكس ذلك ولكن بعد وقوع الفأس في الرأس. نجا ليعود الى طويريج وليقع ضحية محبوبته زينب فقد كان ذلك يوم زفافها لشاب آخر، شعر ان طويريج مجتمعة صغ ها وكب ها ونخيلها وجدران منازلها تخرج لسانها له ساخرة منه ، دار على عقبيه واتجه الى المشرب تناول من العرقالمُسّيحمايكفيللبوحبسرهلمنلايعرفهم،ومنهناكاتجهالىنخلتهفاعتلاهاوالتصقبهاوسقطمرتعشارعشتهالاخ ة.فيالذكرىالاولىلسقوطالعاشقصار
قصيدة خطّها الشاعر طارق ياس  ولحنها حس  السعدي وغناها الدكتور فاضل عواد، فكانت جواز سفره الى عا  الفن قبل ان توقعه الأكاد يا في روتينها القاتل: لا خبر لا چفيه لا حامض حلو لا شربت ........ لا خبر قالوا صوانيكم شموع انترست والتمن الحلوات من كل بيت حلوه التمت ........ واترف اصابع ليلة الحنه بعذاب تحنت وفد نوب فد نوب ما مش وفه لهنا وصلت ........ فد نوب فد نوب ما مش طيب لهنا وصلت
و ِفي الذكرى الثانية لسقوط العاشق تحولت قصته الى قصيدة اخرى ولكن على لسان الحبيبة زينب ، كتب القصيدة الجديدة الشاعر زامل سعيد فتاح ولحنها طالب القرة غولي وغنتها اللبنانية دلال الش لي لتكون الاغنية الابرز ب  أغانيها السبع . و ِفي الذكرى الثالثة جمع القدر ب  فاضل عواد ودلال الش لي في الكويت فكان هو حمد وكانت هي زينب وكان له  هذه المحاورة الغنائية وفيها يقول الدكتور فاضل عواد احمد الجنا :
101


































































































   97   98   99   100   101