Page 132 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 132

‫العـدد ‪21‬‬                               ‫‪130‬‬

                                  ‫سبتمبر ‪٢٠٢٠‬‬                           ‫سيمون روشتون‬

 ‫المستخدمة حول مفهوم الأمن‬           ‫الفكرة؛ هذه مجرد مجموعة‬         ‫المرجعي‪( ،‬على الرغم من أن‬
  ‫الصحي العالمي‪ ،‬أؤكد وأقول‬         ‫محددة من المخاطر الصحية‬        ‫المفاهيم البديلة التي تعتمد على‬
 ‫بأن التركيز يميل إلى أن يكون‬     ‫التي ينظر إليها في المقام الأول‬
‫بشكل كبير ‪-‬وإن كان ضمنيًّا‪-‬‬         ‫على أنها تهديدات رئيسة من‬        ‫مقاربة الأمن البشري هي في‬
  ‫على تأمين الدول ضد دخول‬            ‫قبل الدول الغربية المتقدمة‪،‬‬   ‫الواقع دليل في بعض الأماكن)‪،‬‬
                                  ‫وغالبًا ما تختلف وجهات النظر‬
     ‫المرض إليها (وعلى وجه‬           ‫الخاصة بدول الجنوب حول‬         ‫وأن هناك أي ًضا مست ًوى عاليًا‬
   ‫الخصوص انتشار الأمراض‬          ‫التهديدات الأكثر إلحا ًحا للصحة‬      ‫من القواسم المشتركة في‬
    ‫المعدية التي تقلق الغرب)‪.‬‬     ‫داخلها‪ .‬وبالفعل؛ فإن كثي ًرا من‬      ‫الخطاب السياسي المهيمن‬
                                  ‫الأمراض التي تم تحديدها على‬
      ‫وعلى الرغم من الخطاب‬            ‫نطاق واسع‪ ،‬وتم الاعتراف‬        ‫حول التهديدات الرئيسة التي‬
 ‫(العالمي)‪ ،‬يبدو الأمن الصحي‬       ‫بها رسميًّا في الغرب‪ ،‬متوطنة‬       ‫تواجه الأمن الصحي‪ .‬تدور‬
‫العالمي أكثر تشاب ًها مع الأفكار‬                                   ‫هذه التهديدات حول عدد صغير‬
‫التقليدية للأمن القومي والدولي‬        ‫في أجزاء من جنوب الكرة‬           ‫نسبيًّا من القضايا الصحية‬
                                      ‫الأرضية؛ هذه هي الخطوة‬        ‫مثل‪ :‬انتشار الأمراض المعدية‬
      ‫(التي أشارت إليه «سارا‬        ‫الأولى في الحجة القائلة بأن‬     ‫بسرعة‪ ،‬فيروس نقص المناعة‬
   ‫إي ديفيز» ‪Sara E Davies‬‬            ‫خطاب الأمن الصحي يميل‬           ‫البشرية المكتسبة «الإيدز»‪،‬‬
                                      ‫إلى أن يكون ضي ًقا نسبيًّا‪،‬‬  ‫والأسلحة البيولوجية «الإرهاب‬
       ‫(‪ )2010‬باسم المنظور‬            ‫مع التركيز على الممارسة‪،‬‬      ‫البيولوجي»‪ .‬وتناقش الدراسة‬
‫الإحصائي في الصحة العالمية)‬          ‫(على الرغم من أنه ناد ًرا ما‬    ‫هذه المجموعة من «تهديدات‬
‫مثل مفاهيم الأمن الإنساني (أو‬         ‫يتم توضيح ذلك) المرتبطة‬
                                     ‫بحماية الغرب من التهديدات‬           ‫الأمن الصحي» المعترف‬
  ‫المنظور الكوني لديفيز) الذي‬       ‫الناشئة عن العالم النامي‪ .‬إن‬       ‫بها على نطاق واسع‪ ،‬وأنها‬
‫قد يسمح بإدراج مجموعة أكبر‬            ‫طبيعة الاستجابات الحالية‬     ‫تخبرنا بقدر كبير عن الأجندات‬
                                    ‫لمنظمة الصحة العالمية تميل‬         ‫السياسية التي تقوم عليها‬
   ‫وأوسع من تهديدات رفاهية‬         ‫إلى التركيز على الاحتواء بد ًل‬
                   ‫الإنسان‪.‬‬          ‫من الوقاية (‪;2008 ,Aldis‬‬
                                      ‫‪,Labonté and Gagnon‬‬
       ‫وفي الجزء الختامي من‬         ‫‪ ،)5 .p ,2010‬وهذا يزيد من‬
   ‫الدراسة‪ ،‬يفترض الباحث أن‬            ‫عدم الارتياح حول (الأمن‬
  ‫الجزء الأكبر من الجدل حول‬
‫الأمن الصحي هو نتيجة شعور‬                  ‫لمن؟) بشكل حقيقي‪.‬‬
‫بعض المحللين بأن هذا الخطاب‬       ‫يعتمد الجزء الثاني من الدراسة‬
                                   ‫على مناقشة الطبيعة المسيّسة‬
       ‫مرتبط بالمفهوم الغربي‬
‫للمخاطر‪ ،‬وأن تحديد الأولويات‬            ‫للأمن الصحي‪ ،‬ويفحص‬
 ‫والتدابير جاء لاحتواء المرض‬      ‫المفهوم الشائع حاليًّا لمصطلح‬
                                   ‫(الأمن الصحي العالمي)‪ .‬ومن‬
   ‫داخل العالم النامي‪ ،‬بد ًل من‬
     ‫التدابير المصممة لمعالجة‬        ‫خلال فحص أكثر التعريفات‬
     ‫الأسباب الجذرية للمرض‪،‬‬

‫والأهم من ذلك أن الحجة ليست‬
  ‫في أن معالجة أوجه الاختلال‬
 ‫في نظام الأمن الصحي ليست‬
   ‫مهمة‪ ،‬أو أنه لا ينبغي تنفيذ‬
   127   128   129   130   131   132   133   134   135   136   137