Page 138 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 138

‫العـدد ‪21‬‬                                 ‫‪136‬‬

                                 ‫سبتمبر ‪٢٠٢٠‬‬                         ‫العالم والمنظمات الدولية التي‬
                                                                     ‫تدعمها وتسمح شراكات الأمن‬
‫لمنع تفشي الأمراض المعدية‬
                                                                       ‫الصحي القائمة بوصول كل‬
‫والسيطرة عليها يمثل تهدي ًدا‬                                          ‫دولة إلى المعلومات المرتبطة‬
‫حقيقيًّا للأمن القومي للدول‪.‬‬                                        ‫بالتهديدات الخارجية‪ ،‬من خلال‬
                                                                     ‫مجالات الصحة والدبلوماسية‬
‫الأمن الإنساني والأمن الصحي‬          ‫شهربانو تادجباخش‬                ‫والدفاع والاستخبارات وإنفاذ‬
     ‫بالرغم من ذلك‪ ،‬فإن هذه‬                                         ‫القانون‪ ،‬وكذلك شبكات مراقبة‬
                                       ‫السفر والتجارة الدولية‪،‬‬       ‫الأمراض المعدية سوا ًء أكانت‬
   ‫المقاربة للأمن الصحي التي‬       ‫أصبح من الواضح أن الدول‬
   ‫تركز على الأمراض المعدية‬      ‫لا يمكنها منع دخول الأمراض‬               ‫بشرية أم حيوانية‪ .‬تعزز‬
   ‫وعلى الدولة‪،‬‬                   ‫إلى أراضيها‪ ،‬على الأقل ليس‬          ‫هذه الشراكات الأمن الصحي‬
 ‫ليست سوى‬                        ‫بدون عزلها تما ًما عن الاقتصاد‬
                                                                           ‫للأمة من خلال السماح‬
     ‫تصور‬                             ‫العالمي‪ ،‬كما لاحظ تقرير‬         ‫بمشاركة التجارب ومقارنتها‬
‫واحد‪ .‬ورسم‬                         ‫الصحة العالمية لعام ‪2007‬‬
                                   ‫(‪« ،)2 .p ,2007 ,WHO‬أن‬                ‫والإستراتيجيات الخاصة‬
   ‫«ديفيز» (‪)2010‬‬                 ‫تفشي وباء في جزء واحد من‬           ‫بالوقاية والاستجابة والتعافي‪،‬‬
    ‫تميي ًزا بين منظور «الدولة»‬  ‫العالم‪ ،‬يبعد بضع ساعات فقط‪،‬‬        ‫وتدريبات الاستجابة للطوارئ»‪.‬‬
‫(الذي يعرض القضايا الصحية‬          ‫عن أن يصبح تهدي ًدا وشي ًكا‬      ‫(‪US Department of Health‬‬
    ‫على أنها مساوية لتهديدات‬
                                              ‫لأماكن أخرى»‪.‬‬              ‫‪,and Human Services‬‬
       ‫الأمن القومي) ومنظور‬      ‫ومن المؤكد فشل مقاربة «خط‬                              ‫‪)2009‬‬
   ‫«عالمي» (يركز على الصحة‬
  ‫على المستوى الفردي‪ ،‬وعلى‬          ‫ماجينو»(‪ ،)2‬على الأقل في‬             ‫والمنطق الكامن خلف هذا‬
 ‫مدى تلبية الدولة للاحتياجات‬         ‫حالة تفشي الأمراض التي‬             ‫الاعتقاد واضح‪ ،‬فمع تزايد‬
                                   ‫تحدث بشكل طبيعي‪ .‬وهكذا‬
       ‫الصحية)‪ .‬ويتجسد هذا‬            ‫أصبحت الدول عامة ترى‬
   ‫المنظور العالمي في مفهوم‬         ‫التعاون الدولي في مكافحة‬
    ‫الأمن الإنساني‪ ،‬وكما وجد‬      ‫الأمراض مه ًّما باعتباره واق ًعا‬
    ‫«ألديس»‪ ،‬فقد تم استخدام‬        ‫في نطاق مصالحها‪ ،‬وبالتالي‬
‫مصطلحات الأمن الصحي أي ًضا‬           ‫فإن فشل الجهود العالمية‬
    ‫للإشارة إلى أحد المكونات‬
‫الأساسية للأمن الإنساني‪ ،‬وقد‬
    ‫برز مفهوم الأمن الإنساني‬
    ‫في المقام الأول من خلال‬
    ‫تقرير التنمية البشرية عام‬
 ‫‪1994‬م‪ ،‬الصادر عن البرنامج‬
  ‫الإنمائي للأمم المتحدة الذي‬
  ‫أشار (ص ‪ )22‬إلى أن‪ :‬فكرة‬
  ‫الأمن الإنساني مع بساطتها‪،‬‬
‫من المرجح أن تحدث ثورة في‬
  ‫المجتمع خلال القرن الحادي‬
   133   134   135   136   137   138   139   140   141   142   143