Page 139 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 139

‫حول العالم ‪1 3 7‬‬                      ‫ما تهم الإشارة إليه من‬   ‫والعشرين‪ .‬ذهب التقرير أي ًضا‬
                                  ‫النقاش هنا‪ ،‬هو محدودية‬                             ‫إلى‪:‬‬
 ‫(وبالتالي إجابة مختلفة لسؤال‬     ‫نطاق الاعتراف بالتهديدات‬
     ‫«الأمن من ماذا؟»)‪ ،‬ولكنه‬                                    ‫«إن الأمن الإنساني يتضمن‬
      ‫يستند أي ًضا إلى موضع‬         ‫المرتبطة بالأمن الصحي‪،‬‬         ‫جانبين‪ :‬الأول‪ :‬الأمان من‬
    ‫مرجعي مختلف تما ًما‪ ،‬كما‬            ‫حيث لم يتم النظر إلى‬      ‫تهديدات الأمراض المزمنة‪،‬‬
    ‫يوحي الاسم‪ ،‬يحاول الأمن‬
                                      ‫جميع الأمراض المعدية‬      ‫مثل الجوع والمرض والقمع‪.‬‬
‫الإنساني جعل الأفراد موضو ًعا‬     ‫على نطاق واسع على أنها‬      ‫الثاني‪ :‬الحماية من الاضطرابات‬
      ‫مرجعيًّا للأمن (كثي ًرا ما‬
                                      ‫تهديدات للأمن الصحي‬        ‫المفاجئة والضارة في أنماط‬
  ‫يوصف بأنه مقاربة محورها‬                                      ‫الحياة‪ ،‬سوا ًء أكان في المسكن‬
   ‫الإنسان)‪ ،‬على سبيل المثال‬                      ‫سارة دارى‬    ‫أم الوظائف أم في المجتمعات‬
  ‫(‪,Chen and Narasimhan‬‬
                                                                 ‫(‪.»)23 .p ,1994 ,UNDP‬‬
     ‫‪ .)3.p ,2003‬وهكذا فإن‬                                      ‫لقد تم تعريف الأمن الصحي‬
 ‫جوهر الأمن الإنساني يتجسد‬                                       ‫بشكل صريح على أنه‪ :‬أحد‬
                                                                 ‫مكونات الأمن الإنساني منذ‬
       ‫في فعلين‪ -1 :‬الاعتراف‬                                     ‫البداية (إلى جانب الاقتصاد‬
‫بمجموعة أوسع من التهديدات‪.‬‬
                                                                     ‫والغذاء والبيئة والهوية‬
    ‫‪ -2‬إعادة تحديد الموضوع‬                                       ‫والمجتمع والسياسة)‪ .‬وفي‬
  ‫المرجعي الأساسي للأمن من‬                                        ‫تناقض واضح مع التركيز‬
                                                               ‫الضيق على تهديدات الأمراض‬
   ‫الدولة إلى الفرد‪ /‬المجتمع‪.‬‬                                    ‫المعدية الموضحة أعلاه‪ ،‬تم‬
   ‫ومن حيث المبدأ يبدو الأمر‬                                  ‫النظر إلى الأمن الصحي بشكل‬
                                                               ‫متعمد بالمعنى الأوسع‪ ،‬ودمج‬
     ‫جي ًدا للوصول إلى مقاربة‬                                 ‫المجموعة الكاملة من الأمراض‬
     ‫للأمن الصحي‪ ،‬تؤكد على‬                                       ‫المعدية وغير المعدية‪ ،‬وربط‬
 ‫أهمية معالجة المرض بالنسبة‬                                     ‫الصحة بشكل صريح بالفقر‬
 ‫لحياة الأفراد العاديين (‪,Elbe‬‬                                  ‫وعدم المساواة‪ .‬ردد التقرير‬
                                                                ‫اللاحق للجنة الأمن الإنساني‬
        ‫‪.)6–415 .pp ,2005‬‬                                       ‫(‪)8–27 .pp ,1994 ,UNDP‬‬
                                                                  ‫هذا المفهوم الأوسع للأمن‬
  ‫استجواب «الأمن الصحي‬                                         ‫الصحي‪ ،‬مشي ًرا إلى أن «الأمن‬
                 ‫العالمي»‬
                                                                    ‫الصحي هو جوهر الأمن‬
     ‫هنا إذن‪ ،‬لدينا صيغتان أو‬                                   ‫الإنساني‪ -‬والمرض والعجز‬
     ‫مقاربتان مختلفتان جذر ًّيا‬                                ‫والوفاة التي يمكن تجنبها هي‬
                                                              ‫«تهديدات منتشرة بشكل خطير‬
       ‫للأمن الصحي‪ :‬الأولى‪:‬‬
    ‫دولانية‪ /‬أمن قومي‪ ،‬تأخذ‬                                               ‫للأمن الإنساني»‪.‬‬
 ‫الدولة كهدف وكإطار مرجعي‪،‬‬                                       ‫ومما لا شك فيه أن هذا فهم‬
   ‫وتركز في المقام الأول على‬                                   ‫أوسع بكثير للتهديدات الأمنية‬
  ‫وقف الأمراض أو منعها وهي‬
  ‫التي تدخل إلى حدود الدولة‪،‬‬
 ‫وتزعزع استقرارها واستقرار‬
    ‫المجتمعات والعالم‪ .‬الثانية‪:‬‬
    ‫الأمن الإنساني الذي يعتبر‬
   134   135   136   137   138   139   140   141   142   143   144