Page 144 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020

‫العـدد ‪21‬‬ ‫‪142‬‬

‫سبتمبر ‪٢٠٢٠‬‬ ‫من العمل الذي يتعين القيام‬
‫به لتعزيز التأهب‪ ،‬من قبل‬
‫الدول هي؛ كندا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬ألمانيا‪،‬‬ ‫الأمن القومي التقليدية التي‬ ‫البلدان الأعضاء‪ ،‬على الصعيد‬
‫إيطاليا‪ ،‬اليابان‪ ،‬المكسيك‪،‬‬ ‫اتسع نطاقها مع تزايد اعتراف‬
‫المملكة المتحدة‪ ،‬الولايات‬ ‫المجتمعات الغربية بتهديدات‬ ‫العالمي‪ ،‬وذلك من خلال‬
‫معالجة القضايا الحرجة؛ بهدف‬
‫المتحدة‪ ،‬والمفوضية الأوروبية‪،‬‬ ‫الأوبئة‪ ،‬باعتبارها تهديدات‬ ‫الاستجابة الفعالة للوباء‪ ،‬ومن‬
‫أي هي أقرب إلى نا ٍد للدول‬ ‫للأمن القومي‪ ،‬إلا أن هذا‬
‫يتناسب جي ًدا مع الموقف‬ ‫أجل هذا الهدف‪ ،‬اتفقنا على‬
‫الغنية‪ ،‬مع كل هذه الملاحظات‬ ‫الاجتماعي بشأن تهديدات‬ ‫الشروط المرجعية لفريق العمل‬
‫النقدية‪ ،‬يكون من السهل‪ ،‬أن‬ ‫الأمن الصحي الموضحة‬
‫ساب ًقا‪ ،‬وينطبق أي ًضا على‬ ‫الفني المعنى بالتأهب لوباء‬
‫نجد من يشير إلى أن أهم‬ ‫أنواع تدابير الاستجابة‬ ‫الإنفلونزا»‪Global Health( .‬‬
‫أهداف هذه المبادرة‪ ،‬تعزيز‬ ‫التي طورتها مبادرة الأمن‬ ‫‪)2003 ,Security Initiative‬‬

‫الأمن بالنسبة لأعضائها‪.‬‬ ‫الصحي‪ .‬ويضاف إلى ذلك أن‬ ‫ولو انتقلنا إلى البيان الذي‬
‫أحد أهم أسباب وجود هذه‬ ‫صدر بعد الاجتماع الذي‬
‫وجهات نظر بديلة حول‬
‫الأمن الصحي العالمي‬ ‫المبادرة‪ ،‬هو تحسين مشاركة‬ ‫عقد في لندن خلال ديسمبر‬
‫المعلومات بين الدول المعنية‪،‬‬ ‫(‪2009‬م)‪ ،‬لوجدنا الادعاء‬
‫شهدنا في السنوات الأخيرة‬ ‫(الذي يمكن القول بأنه كان‬
‫بعض التحديات التي تواجه‬ ‫من خلال أفضل السياسات‬
‫مفهوم الأمن الصحي العالمي‪،‬‬ ‫والممارسات الخاصة بإدارة‬ ‫مخاد ًعا قلي ًل)‪:‬‬
‫«لقد حققت مبادرتنا تقد ًما‬
‫خاصة في دول الجنوب‪،‬‬ ‫الأزمات المرتبطة بانتشار‬ ‫كبي ًرا منذ تأسيسها في عام‬
‫وتم تحديد هذه التحديات‬ ‫مرض ما بوصفه وبا ًء‪ ،‬وفي‬ ‫(‪2001‬م)‪ ،‬ولا يزال هدفنا‬
‫من خلال المناقشات التي‬ ‫هذا السياق أي ًضا تعد «مجموعة‬
‫طرحها «ألديس»‪ ،‬وتم تأطير‬ ‫العمل الخاصة بالأمن الصحي‬ ‫المشترك كما هو‪ :‬تعزيز‬
‫هذه التحديات بطرق مختلفة؛‬ ‫العالمي» هي الوسيلة لتحقيق‬ ‫قدرات كل منا على الاستعداد‬
‫في بعض الحالات تم تحديد‬ ‫والتصدي للتهديدات الصحية‬
‫استخدام مصطلح الأمن‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫التي يشكلها الإرهاب الكيميائي‬
‫الصحي العالمي‪ ،‬بشكل مباشر‪،‬‬ ‫ويقودنا ما سبق‪ ،‬إلى سؤال‪:‬‬
‫على سبيل المثال‪ :‬جادلت دولة‬ ‫الأمن لمن؟ وفي هذا السياق‪،‬‬ ‫والبيولوجي والإشعاعي‬
‫البرازيل في المجلس التنفيذي‬ ‫والنووي ووباء الإنفلونزا‪،‬‬
‫لمنظمة الصحة العالمية‪ ،‬في‬ ‫تعد مبادرة الأمن الصحي‬ ‫والقيام بجهود متضافرة‪،‬‬
‫يناير (‪2008‬م) بأنه‪« :‬لم يكن‬ ‫العالمي‪ ،‬بمثابة تعاون أمني‬ ‫والعمل على تعزيز الأمن‬
‫هناك معنى واضح للمصطلح‪،‬‬ ‫دولي صريح‪ ،‬يهدف إلى تعزيز‬ ‫الصحي على الصعيد العالمي»‪.‬‬
‫وأنه لا يحظى بتوافق الآراء في‬ ‫الأمن القومي لأعضائها من‬ ‫(‪Global Health Security‬‬
‫منظمة الصحة العالمية»‪ ،‬وتم‬ ‫الهجمات الإرهابية البيولوجية‬
‫الاعتراض على استخدام أمانة‬ ‫(وأخي ًرا وباء الإنفلونزا)‪ .‬ومع‬ ‫‪)2009 ,Initiative‬‬
‫المنظمة لهذا المصطلح‪ ،‬خاصة‬ ‫ذلك فهي معرضة للنقد‪ ،‬على‬ ‫الجواب على سؤال‪ :‬الأمن من‬
‫فيما يتعلق باللوائح الصحية‬ ‫أساس أنها تهدف إلى تعزيز‬ ‫ماذا؟ واضح في مبادرة الأمن‬
‫الدولية (‪.)2008 ,Tayob‬‬ ‫الأمن للجزء‪ ،‬وليس للجميع‪،‬‬ ‫الصحي العالمي‪ ،‬بالرغم من‬
‫وفي نوفمبر (‪2010‬م)‪،‬‬ ‫كما أنها مبادرة غير ممثلة‬
‫عالميًّا‪ ،‬وتضم فقط عد ًدا من‬ ‫أن هذا الجواب تغير بمرور‬
‫الوقت‪ ،‬بد ًءا بمجموعة مخاوف‬