Page 148 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 148

‫العـدد ‪21‬‬                                ‫‪146‬‬

                                    ‫سبتمبر ‪٢٠٢٠‬‬                         ‫في نقاش مفتوح حول تحديد‬
                                                                         ‫الأولويات المناسبة للأنشطة‬
    ‫ما يجنب فرنسا أي عدوان‬           ‫«تضطر الدول الأقل مرتبة في‬          ‫المختلفة يتم رفضها‪ ،‬في ظل‬
   ‫مرتقب‪ ،‬خاصة على الحدود‬             ‫النظام الاقتصادي والسياسي‬         ‫غياب الموارد اللازمة لمعالجة‬
  ‫الشمالية الشرقية مع ألمانيا‪،‬‬       ‫العالمي‪ ،‬إلى تخصيص اهتمام‬
    ‫وبعد دراسة الاستراتيجية‬         ‫وموارد استثنائية لقضايا‪ ،‬قد لا‬          ‫جميع المشكلات الصحية‬
                                     ‫تشكل تهدي ًدا كبي ًرا لها»‪ .‬وهنا‬    ‫العالمية على نحو ملائم‪ ،‬هنا‬
     ‫الألمانية التي تبنت نظرية‬       ‫تظهر حاجة ملحة‪ ،‬إلى اعتراف‬        ‫لا بد من تحديد الخيارات‪ ،‬وقد‬
 ‫الحرب الخاطفة اتخذت فرنسا‬                                                ‫تكون هذه الخيارات صارمة‬
                                        ‫أكثر وضو ًحا بالمستفيدين‬        ‫وقاسية؛ لتمويل أولوية واحدة‬
   ‫استراتيجية دفاعية‪ ،‬اعتمدت‬            ‫الأساسيين من نظام الأمن‬
  ‫على بناء خط من التحصينات‬            ‫الصحي العالمي‪ ،‬ومن يتحمل‬             ‫على حساب بقية الخيارات‬
‫القوية المستدامة «خط ماجينو»‪.‬‬         ‫التكاليف‪ ،‬فقط على ضوء هذا‬          ‫الأخرى (‪,2010 ,Hoffman‬‬
‫هذا الخط يكون قاد ًرا على وقف‬       ‫الاعتراف‪ ،‬يمكن إجراء مناقشات‬        ‫‪ .)516 .p‬وهذا ما على المحك‬
‫تقدم القوات الألمانية المهاجمة‪،‬‬       ‫هادفة‪ ،‬حول تحديد الأولويات‬       ‫في النقاش الحالي‪ ،‬وعلى الرغم‬
‫ما يسهل قيام القوات الفرنسية‬           ‫المناسبة لهذه الأنشطة فيما‬         ‫من اعتراضات بعض الدول‬
‫المدافعة بتوجيه الضربات إليها‬            ‫يتعلق بالتحديات الصحية‬
                                                                           ‫النامية على الأمن الصحي‬
           ‫وسحقها‪ .‬المترجم‪.‬‬                      ‫العالمية الأخرى‪.‬‬      ‫العالمي؛ لانعدام تعريف واضح‬
     ‫‪ )GHSI( -2‬هي اختصار‬                                               ‫للمصطلح؛ فإن المشكلة لا تبدو‬
   ‫(‪Global Health Security‬‬                            ‫الهوامش‪:‬‬
      ‫‪ )Initiative‬مبادرة الأمن‬               ‫‪ -‬الدراسة الأصلية‪:‬‬           ‫في الواقع مرتبطة بالارتباك‬
  ‫الصحي العالمي‪ ،‬وهي شبكة‬              ‫‪Simon Rushton, Global‬‬               ‫حول معنى الأمن الصحي‬
    ‫غير رسمية تضم عد ًدا من‬           ‫‪Health Security: Security‬‬
‫الدول والمنظمات‪ ،‬التي اجتمعت‬          ‫‪for whom? Security from‬‬           ‫العالمي‪ ،‬بل على العكس‪ ،‬هناك‬
    ‫بعد مدة قصيرة من أحداث‬             ‫‪what? Political studies,‬‬            ‫شعور بأننا «نعرف جمي ًعا‬
  ‫‪ 11‬سبتمبر لتبادل المعلومات‬         ‫‪.196-119 pp ,2011 ,59.vol‬‬
‫والتنسيق فيما بينها فيما يخص‬            ‫* محاضر بقسم السياسة‬             ‫ما يحدث هنا» وأن ما يجرى‬
  ‫قطاع الصحة؛ بهدف مواجهة‬                ‫والعلاقات الدولية– جامعة‬       ‫يتجه نحو حماية الغرب‪ ،‬وبد ًل‬
  ‫التهديدات والمخاطر الجديدة‬         ‫شيفيلد‪ ،‬أكمل ليسانس الحقوق‬          ‫من اتخاذ تدابير أخرى (مثل‪:‬‬
    ‫التي تهدد الصحة العالمية‪.‬‬            ‫في القانون والسياسة ثم‬
  ‫تتكون هذه الشبكة من‪ :‬كندا‪،‬‬          ‫ماجستير في القانون الدولي‬            ‫الاستثمار في تعزيز النظم‬
 ‫فرنسا‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬اليابان‪،‬‬      ‫والسياسة من جامعة هال‪.‬‬          ‫الصحية) التي قد تفعل المزيد‬
    ‫المكسيك‪ ،‬المملكة المتحدة‪،‬‬       ‫انتقل إلى قسم السياسة الدولية‬
   ‫الولايات المتحدة ألأمريكية‪،‬‬         ‫بجامعة أبيريستويث في عام‬             ‫لصالح البقية‪ ،‬يفتقر كثير‬
   ‫المفوضية الأوربية‪ ،‬ومنظمة‬            ‫‪ 2000‬ليحصل على درجة‬                ‫من الدول النامية إلى البنية‬
      ‫الصحة العالمية كمراقب‪.‬‬         ‫الدكتوراه ثم شغل مناصب في‬             ‫التحتية الصحية الأساسية‬
                                    ‫أبيريستويث كمحاضر وباحث‪.‬‬            ‫اللازمة للتعامل مع التهديدات‬
                    ‫المترجم‬            ‫‪ -‬بعد انتهاء الحرب العالمية‬      ‫اليومية‪ ،‬ناهيك عن الاستجابة‬
                                       ‫الأولى‪ ،‬وانتصار فرنسا عام‬            ‫لحالات الطوارئ الصحية‬
                                       ‫‪ ،1918‬بدأت الدراسات حول‬             ‫العالمية‪ ،‬وبعضها ناتج عن‬
                                                                        ‫الاستياء من التركيز على عدد‬
                                                                       ‫محدود من الأمراض التي تقلق‬
                                                                         ‫الغرب‪ ،‬كما يلاحظ «إبراهيم»‬
                                                                       ‫(‪:)809 .p ,2011 ,Abraham‬‬
   143   144   145   146   147   148   149   150   151   152   153