Page 142 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 142
العـدد 21 140
سبتمبر ٢٠٢٠ حوكمة شاملة» واحدة (,Fidler
.)363 .p,2005الثاني:
الحدث غير عادي أو غير «الأمن الصحي العالمي يختلف أن منظمة الصحة العالمية
متوقع أو ينبغي أن يكون خط ًرا عن المقاربة التي تركز على لم تعد تقتصر على تلقي
وتهدي ًدا لو انتشر عالميًّا ،ما الدولة في سياق الأمن الصحي معلومات عن تفشي المرض
يستوجب فرض قيود على القومي الموجود في النظام من المصادر الحكومية فقط،
السفر والتجارة الدولية ،ومن بل يمكنها أي ًضا أن تسعى إلى
المهم الإشارة هنا إلى أن الكلاسيكي» ،فإن ما لدينا الآن الحصول على معلومات من
الأحداث الصحية المحلية لا بموجب اللوائح الصحية الدولية
تندرج تحت هذه اللوائح ،إذن ( )2005ليس نظا ًما تم التخلي مجموعة من المصادر غير
فإن اللوائح الصحية معنية في فيه عن مركزية الدولة بالكامل، الحكومية (.p ,2005 ,Fidler
المقام الأول بمسببات الأمراض .)348إن التفويض الصريح
التي تعبر الحدود ،وبالتالي ولكن بد ًل من ذلك «الدولة»؛ لمنظمة الصحة العالمية لجمع
يكون لها هدف تقليدي إلى إضافة إلى شبكة أمان تساعدها
حد ما ،وهو الدفاع عن الدولة المعلومات من مصادر غير
القومية من تهديدات الأمراض على التعامل مع المواقف التي حكومية (على الرغم من أن
الخارجية؛ (بالإضافة إلى تكون فيها :أي الدولة غير منظمة الصحة العالمية قد
الحماية من فرض الآخرين وافقت عليها عام 2001م)
قيو ًدا غير متناسبة على السفر قادرة أو غير راغبة في الإبلاغ هو تقدم حقيقي نحو نظام
والتجارة في بعض حالات عن حالة طوارئ صحية عامة عالمي أكثر فاعلية للسيطرة
التفشي التي لا تستدعي ذلك)؛ ذات أهمية دولية .ويبقي مفهوم على الأمراض« .ويغير هذا
لذلك لا شك في أن أولئك الذين الأمن الصحي العالمي ،مرتب ًطا ديناميكية المراقبة بين منظمة
حضروا الاتفاقية الصحية
الدولية عام 1951م (الذين كانوا ارتبا ًطا وثي ًقا بالدولة ،من الصحة العالمية والدول
يسعون إلى حماية بلدانهم الناحية الأمنية ،ويتمحور حولها الأعضاء بطريقة تعطي أولوية
من الكوليرا) كانوا سيقرون
بسهولة ،بالأهداف الكامنة في بشدة ،وتبقى الدولة موضو ًعا للأمن الصحي العالمي على
اللوائح الصحية لعام 2005م. مرجعيًّا للأمن الصحي العالمي. السيادة الوطنية» ،وقد يكون
ووف ًقا لهذا المعنى ،لا تمثل وبالنظر إلى أن منظمة الصحة هذا صحي ًحا (على الرغم من
اللوائح الصحية الدولية تغيي ًرا أنني أحذر من أننا لم نشهد
جذر ًّيا في تصور الدولة التي العالمية هي مؤسسة دولية حتى الآن «حالة أزمة» حقيقية).
متعددة الأطراف ،تضم في في الواقع ،أتفق مع وجهة نظر
يتم تأمينها. عضويتها عد ًدا كبي ًرا من دول «آدم كامرت سكوت» Adam
وحتى لو لم يكن هذا مقص َد العالم ،فمن المحتمل ألا يكون Kamradt Scott (Kamradt-
واضعي اللوائح ،فهناك على ذلك بأمر مفاجئ ،حيث إن
الأقل منطق للشك في أن رؤية درجة التزام الدول باللوائح )2010 ,Scottالذي أشار
الأمن الصحي العالمي التي الصحية الدولية وتضمين هذه إلى أن هذا التغيير في تفويض
تدعم اللوائح الصحية الدولية، اللوائح في النظام الصحي منظمة الصحة العالمية ،يمكن
الوطني ،يعد بمثابة أمر مهم
تتعلق ح ًّقا بحماية الدول ومطلوب لزيادة فاعلية هذه النظر إليه باعتباره مؤش ًرا
الغربية من تهديدات الأمراض اللوائح ونفاذها .وتنطبق هذه على ظهور معيار دولي جديد.
اللوائح على حالات الطوارئ وبينما يسلط «فيدلر» (,2005
المرتبطة بالصحة العامة ذات )365 .pالضوء على حقيقة أن
الأبعاد الدولية ،وباستثناء
عدد قليل من الأمراض التي
تم تحديدها ،ينبغي أن يكون