Page 57 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 57
55 إبداع ومبدعون
شعــر
التلفزيون لنشاهد الدبابات والأشجار والحرائق. يحدث أن تتعثر عقارب ساعتك!
هل ستنطلي روايتنا لو قلنا: لحظة أن تلتقي ببعض هؤلاء
إن أختنا كانت تحب البحر.
*** الذين يمكن أن يكونوا بمحض الصدفة شعراء
أو رجال شرطة ،أو عاطلين عن العمل،
جارتنا التي فقدت كل أحلامها في الحرب لهذا ،لست خائبًا أو حزينًا؛
جعلتنا نخجل نحن الذين لم نفقد شيئًا سوى أختنا
بل أنا ممتن لكل السفلة الذين أمسوا أصدقاء فوق
وسقف والمنزل. العادة.
أعني جارتنا الشابة التي ذبلت أزهار شرفتها،
لم تعد تعبأ بتحيتنا كالعادة كلما التقينا مصادفة في ()3
منذ أن بدأت الحرب
الشارع،
كأنها لا ترانا. ونحن نذهب إلى الفرن بكثير من الحذر؛ لأننا في
وأن روحها قد هاجرت هي الأخرى. الأثناء سنمر بشاطئ مهجور ،وبقايا حديقة مهملة.
فيما نحن نجلب خب ًزا وهذا ما كان يشغل بالنا وبال أ ّمنا المريضة؛ طالما
نراها تحمل كتبًا.
لهذا نحن تغيرنا، كل يوم ثمة وقائع مريعة عن قتلى أو مخطوفين.
وأن كل حكاياتنا عن شح الدقيق، م ّذاك غدونا نحرص كثي ًرا؛ أن نعود للبيت بقليل من
وضياع أختنا ،وأزمة الوقود ،وانقطاع الكهرباء؛
تجعلنا نخجل. الخبز دونما خسائر فادحة في الأرواح.
لكن ماذا لو أن الجنود خطفوا أختنا الجميلة
هل سنقول لجيراننا أن أختنا الجميلة حملتها موجة
فماتت.
وهل سنجتمع مرة أخرى كعائلة واحدة أمام