Page 56 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 56
العـدد 21 54
سبتمبر ٢٠٢٠
مفتاح الع ّماري
(ليبيا)
حكايات تجعلنا نخجل
وتحولت إلى معامل لصناعة الكرواسون والبيتزا ()1
بدا كل شيء يمضي مسر ًعا نحن تغيرنا؛ تغيرنا كثي ًرا.
كما لو أن الأرض في عجلة من أمرها. الخيال لم يعد صال ًحا للمشي في الطرقات التي بالت
عليها الحرب.
()2
لست خائبًا أو حزينًا لمجرد أن بعض الأوغاد كأن الملعون (رامبو) كان مح ًّقا ،حين انصرف
لتجارة السلاح.
في يوم ما كانوا من بين أصدقائي.
طالما ثمة في المقهى مقاعد شاغرة وموسيقى أجل تغيرنا كثي ًرا .صار للوقت حكايات أخرى،
ليس المرح من بينها.
تجذب العابرين،
وخيال متبّل ،يطهو الحكايات على مهل. المرح الذي في يوم ما كان سف ًرا،
طالما ليس بوسعك أن تعرف ما إذا كان أحدهم ل ًّصا صار مضج ًرا بعد أن فقدت الحقائب بهجتها،
قد يسطو على دفتر يومياتك ،أو يخطف حبيبتك. وأمست الأيام تعاني من آلام الظهر وتصلب
وطالما هناك صدف وأخطاء ومحطات مزيفة
وثمة أبواب ونوافذ لا يمكنها أن تظل مقفلة على الشرايين.
وحتى الليالي التي تسبق ركوب الطائرة فقدت ذلك
الدوام،
وهواتف ذكية في وسعها أن تتعرف على مزاجك الأرق المنعش،
طالما ليس ثمة ما يتسع للحب،
ورزنامة يومك. فالوقت الذي كان يصلح للقبلات تركته الحرب
طالما ثمة كتب ورسائل ولغات يمكن إجادتها دون
يذبل.
معلّم.
وأنك في معظم الأحوال لن تكون وحدك. الخبز أي ًضا فقد رائحته
منذ أن استغنت الأفران عن خدمات الحطابين