Page 51 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 51

‫‪49‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫شعــر‬                                                   ‫وانكم َش قلبي‪ ،‬ونشأ ْت لي حوصل ٌة‪)..‬‬

                    ‫على مقهى البح ِر‪.‬‬                                                      ‫َس ُي َح ِّر ُقون ُه‬
           ‫لأن الما َء تجل َط والد َم تدف َق‪.‬‬               ‫لأن ُه أخر َج ُه ْم في حز ٍن ماط ٍر كهذا سيحرقونه‬
          ‫لأن حيا ًة على إفري ِز المجر ِة‪،‬‬
                                                                        ‫لأنهم يضعو َن أباطيل ُه ْم في ِك َّف ٍة‪،‬‬
                        ‫تبكي وتهدد‪..‬‬                                               ‫وهو في ِك َّف ٍة غي ِر َها‪.‬‬
                                                                                           ‫لأنه بواب ٌة‪..‬‬
                             ‫أحرقوني إذن‬
                 ‫بالشج ِر الذي كا َن َني وكنت ُه‬                  ‫في الجدا ِر الوحي ِد الذي يريدو َن س َّد ُه‪.‬‬
            ‫بالنسي ِم الذي زارني وعاد سال ًما‬                                              ‫لأنه جس ٌر‪..‬‬
            ‫بالعش ِب الذي َعلِ َق بأوتا ِر ِه قلبي‬
                                                                          ‫فو َق نه ٍر أخي ٍر يريدو َن عزل ُه‪..‬‬
                      ‫حي َن كن ُت ألتق ُط ال ُح َّب‬
                        ‫وأنتظ ُر المساءا ِت‪..‬‬                ‫ك ُّل التفاحا ِت طار ْت لأعلى‪ ،‬النا ُس صار ْت تمش ُط‬
                                                                                           ‫رؤو َس َها لأعلى‪،‬‬
            ‫المسل ُخ تو َّس َل لِي قب َل المحرق ِة‪،‬‬
                                 ‫تو َّس َل لي‬               ‫خر َج الموتى بأكفا ِنه ْم قائلي َن‪ :‬سئمنا متابعة َأفلام‬
                                                                                     ‫ِالكرتو ِن‪ ،‬الفأ ُر تج َّشأ‪،‬‬
      ‫بأناملِ ِه ذا ِت الشفر ِة الرقيق ِة‪ ،‬بحداثيتِ ِه‪،‬‬
            ‫بلذ ِة الذبيح ِإذ يتر ُك نظر ًة هائم ًة‬         ‫والق ُّط اخت َبأ‪ ،‬أخذوا عصائ َر وقش ُرو َها‪ ،‬فل ْم يج ُدوا‬
                              ‫تعذ ُب الذاب َح‪،‬‬                                     ‫ِفي َها لبًّا‪ ،‬ف ُج َّن َم َساؤه ْم‪،‬‬
            ‫توس َل لي بفلسف ِة الحز ِن ال ُم َرا ِق‪،‬‬
                           ‫َع ْب َر قرو ٍن عد ٍة‪،‬‬           ‫أخذوا الأحبا َر وأرضعوها لبي ِت الفم ِالكسي ِر‪ ،‬ولم‬
               ‫بتريليونا ِت الخوافي والقواد ِم‬                ‫يكتفوا حتى بالوا على تماثي َل تذكاري ٍة‪ ،‬ون َّص ُبوا‬
                            ‫التي استسلم ْت‬
           ‫فإن ُه ِم ْن أج ِل حيا ٍة أ ًّيا كا َن شكلُ َها‬  ‫لمدين ِة اللي ِل‪ ،‬ذا ِت الأظاف ِر المسلي ِة صاح َب أفض ِل‬
                                                                                         ‫كف ٍن حاك ًما عليها‪.‬‬
‫إذ حي َن يرتب ُط الأم ُر بالذي َن يم ِّج ُدو َن الأزها َر‪،‬‬
                                 ‫والخدا َع‪.‬‬                 ‫ما َت الزم ُن متوكئا‪ ،‬وظ َّل متوكئا حتى جئنا‪ ،‬وأكلنا‬
                                                            ‫ِم ْن َسأ َت ُه‪ ،‬ف َخ َّر‪،‬‬
               ‫بالذي َن ينحتو َن القي َم المطلق َة‪،‬‬         ‫ث ْدي ْي َها لشج ٍر لا يحبو‪ ،‬فنب َت الدو ُد في‬  ‫ٌألقم ْت‬  ‫وامرأة‬
                         ‫ليبولوا من خل ِف َها‪،‬‬              ‫أخذ َنا بلحي ِة السأ ِم نج ُّره إلينا‪ ،‬وعكفنا‬   ‫ونحن‬      ‫المل ِح‪،‬‬

                      ‫فإ َّن َم ْن يمل ُك التبري َر‬         ‫على وخ ٍز م َّس ُه المس ُخ‪ ،‬وجعلنا كلم َة الليل هي العليا‪،‬‬
           ‫يظ ُّل أطو َل وق ٍت ممك ٍن في اللعب ِة‪.‬‬          ‫عندها بدأ ِت المحرق ُة‪..‬‬

                        ‫قال لي المذب ُح‪:‬‬                    ‫لأ َّن النسيا َن سر َق حقائ َب دبلوماسيي َن واطل َع‬
           ‫لا َت ُك ْن منطق ًة منزوع َة السلاح‬                        ‫لأن الأر َض دار ْت بعك ِس َعواط ِفها‪،‬‬
                                                                       ‫فانسك َب ك ُّل شي ٍء على ك ِّل شي ٍء‪.‬‬
                               ‫قال لي‪:‬‬
                 ‫َغ ِّن للجسو ِر ث َّم اقط ْع َها‬            ‫لأن التدا ِع َي يجو ُب الميادي َن ِبملاب َس خرقا َء‪.‬‬
                                                                       ‫لأن ك َّل شي ٍء با َل على ك ِّل شي ٍء‪.‬‬
                               ‫قال لي‪:‬‬
                                                                  ‫لأن النها َر بدأ تقاع َد ُه في مجر ِة عميا ٍن‪.‬‬
    ‫إذا كن َت مقن ًعا أو مقتن ًعا فأن َت إرهاب ٌّي‬                         ‫لأن اللي َل أسل َم نف َس ُه للنعا ِس‬
   46   47   48   49   50   51   52   53   54   55   56