Page 48 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 48

‫العـدد ‪21‬‬                      ‫‪46‬‬

                                               ‫سبتمبر ‪٢٠٢٠‬‬

                    ‫أسامة الحداد‬

‫في الطريق إلى الحرب‬

         ‫والثمار المشوية يوم الخبيز مذاقها داخلي‬                           ‫صوري مع النهر قاسية‬
      ‫ولم ألوث النهر أكرر اعترافي كما قلته مذ كنت‬                           ‫في إحداها أتأبط ذراعه‬
                                                          ‫وفي أخرى تلعب المياه في قنوات صغيرة‬
                                    ‫شخ ًصا آخر‬
       ‫يخرج إلى بيت الحياة تار ًكا بقراته في الحقل‬                                    ‫تحت قدمي‬
        ‫وكنت صدي ًقا لـ»باتا»* قبل أن يعيش كثور‬              ‫المدن لها ساقان تتجولان في الشوارع‬
                                                             ‫وشجر التوت ينتظر يدي تقطف أوراقه‬
                                 ‫في بيت جيراننا‬
    ‫أحكي هنا عن فلاحين يركبون الحمير في الفجر‬                  ‫وقطار يصفر بإعجاب كلما مر جانبه‬
                                                    ‫نعم لقد حدث ما حكيته وجلست مع الشاطئ فوق‬
                          ‫وخلفهم تسير المواشي‬
              ‫عن صورة الساقية في كتاب المطالعة‬                                            ‫حجرين‬
    ‫وأسنان المحراث تطعن الطين قبل أن يقف خيال‬                               ‫وأمل دنقل يتحدث إليه‬
‫الحقل بملابس السهرة ويترك أصحابه مع براد شاي‬                           ‫وعفيفي مطر يرسم وجوهه‬
                                                                         ‫فيما يغني مسن من جديد‬
                                   ‫فوق المصطبة‬                       ‫(امتى الزمان يسمج يا جميل)‬
                 ‫كان أبي يمسك يدي إلى المدرسة‬                          ‫وشعر رأسه لا يشتعل شيبًا‬
              ‫كانت ملابسه مختلفة وفي يده حقيبة‬                       ‫وعيناه مصابة بالاستجماتيزم‬
  ‫وكانوا حفاة يمرون بمهارة والفؤوس على أكتافهم‬                            ‫وناولني قطعة من رغيفه‬

                              ‫وكنا نشبههم تما ًما‪.‬‬                               ‫وقال‪ :‬عيش وملح‬

 ‫أنا أكتب تفاصيل وأسرد وص ًفا لا يرضي أصدقائي‬                              ‫أنا فلاح لم يمسك فأ ًسا‬
    ‫النقاد وربما خرج «رولان بارت» شاه ًرا بندقيته‬                        ‫أبي مدرس وأجدادي تجار‬

‫وتحدث عن سياق مكاني وآخر زمني أو جاء «جيرار‬                                   ‫مشيت فوق الجسور‬
   ‫جينيت» غاضبًا من عتبة النص وناولني كتابه عن‬          ‫وصوت الرصاص في حقول الذرة بين أذني‬
      ‫الحكي فذكرته ببردية «شيستر بيتي» ولفائف‬
   43   44   45   46   47   48   49   50   51   52   53