Page 186 - merit 43- july 2022

‫العـدد ‪43‬‬ ‫‪184‬‬

‫يوليو ‪٢٠٢2‬‬ ‫شهدت الآونة الأخيرة صمتًا‬
‫دوليًّا مطب ًقا عن استهداف‬
‫أذكياء ومتعلمون»‪ .‬حتى‬ ‫ذاتها التي رفضت استقبال‬ ‫المراسلة الفلسطينية‬
‫المساكين الذين استطاعوا‬ ‫اللاجئين السوريين الذين‬ ‫شيرين أبو عاقلة ومقتلها‬
‫الخروج من المدن الأوكرانية‬ ‫برصاصة في الرأس أثناء‬
‫فروا من ويلات الحرب‬
‫المتضررة عقب القصف‬ ‫والدمار في بلادهم‪ ،‬وتستمر‬ ‫قيامها بعملها‪ ،‬بينما استنكر‬
‫الروسي لم يحظوا‬ ‫العالم استهداف الصحفي‬
‫في القبض على اللاجئين‬ ‫الأمريكي برنت رينو وقتله‬
‫بمعاملة متساوية‪ ،‬فلقد تم‬ ‫السوريين والعراقيين‬ ‫على يد القوات الروسية في‬
‫تقسيمهم بحسب اللون‬ ‫أوكرانيا‪ .‬وهذا يتجلى في‬
‫والأفغان الذين يصلون إليها‬ ‫تناول صحيفة «النيويورك‬
‫والعرق والدين‪ ،‬ففي الدول‬ ‫عن طريق البحر‪ .‬وكذلك‬ ‫تايمز» للخبرين‪ .‬فقد كتبت‬
‫الأوروبية المجاورة‪ ،‬تم منع‬
‫ذوي الأصول الأفريقية أو‬ ‫المجر‪ ،‬التي أغلقت حدودها‬ ‫عنوان الحادثة الأولى «وفاة‬
‫أمام اللاجئين السوريين في‬ ‫الصحفية الفلسطينية‪،‬‬
‫الآسيوية أو الهندية من‬ ‫‪ ،2015‬تستقبل الآن ‪600‬‬
‫الدخول عبر حدودها‪.‬‬ ‫شيرين أبو عاقلة‪ ،‬عن عمر‬
‫ألف لاجئًا أوكرانيًّا‪ .‬وفي‬ ‫يناهز ‪ 51‬عا ًما»‪ ،‬بينما‬
‫وهذا ما دفع توماس وودلي‬ ‫الوقت نفسه‪ ،‬تستقبل بلغاريا‬ ‫اختارت عنوان الحادثة‬
‫إلى طرح السؤال‪ :‬هل‬ ‫آلاف اللاجئين الأوكرانيين‪،‬‬
‫الثانية‪« ،‬مقتل الصحفي‬
‫اللاجئون الأوكرانيون أفضل‬ ‫بينما تمارس ضغوطات‬ ‫الأمريكي‪ ،‬برينت رينود‪ ،‬في‬
‫من اللاجئين السوريين‬ ‫واسعة على السوريين‪ .‬وقال‬
‫والأفغان والفلسطينيين؟‬ ‫رئيس وزراء بلغاريا‪ ،‬كيريل‬ ‫أوكرانيا»‪.‬‬

‫فمع تأكيده على استحقاق‬ ‫بيتكوف‪ ،‬عن الأوكرانيين‬ ‫ازدواجية الغرب‬
‫اللاجئين الأوكرانيين لكل‬ ‫«هؤلاء ليسوا اللاجئين‬ ‫ومشكلة اللاجئين‬
‫أشكال الدعم والتعاطف‪،‬‬
‫الذين اعتدنا عليهم‪ ..‬هؤلاء‬ ‫إن قضية حقوق اللاجئين‬
‫إلا أن ذلك لا ينبغي أن‬ ‫أوروبيون‪ .‬هؤلاء الناس‬ ‫هي مظهر آخر من مظاهر‬
‫يدفعنا لخداع أنفسنا بأنهم‬
‫مختلفون عن باقي اللاجئين‬ ‫ازدواجية الغرب‪ .‬فمنذ‬
‫اندلاع الحرب الروسية على‬

‫أوكرانيا‪ ،‬سارعت الدول‬
‫الغربية بفتح حدودها أمام‬

‫اللاجئين الأوكرانيين‪.‬‬
‫وبادر الاتحاد الأوروبي‬
‫بإعداد خطة لتنظيم نقل‬
‫اللاجئين الأوكرانيين‪ ،‬وجمع‬
‫التبرعات لتقديم المساعدات‬
‫المالية اللازمة‪ .‬وقد استقبلت‬
‫بولندا وحدها خلال شهر‬
‫من بدء الحرب أكثر من ‪2‬‬
‫مليون أوكراني‪ ،‬وهي البلد‬