Page 187 - merit 43- july 2022
P. 187

‫حول العالم ‪1 8 5‬‬

‫بدخول اللاجئين الأوكرانيين‬           ‫السوريين على حدود‬          ‫ضحايا الحروب‪ .‬حيث‬
   ‫دليل على عنصرية الغرب‪،‬‬      ‫بلادهم‪ ،‬بل ظل مسؤولوهم‬           ‫كشف وودلي في مارس‬
      ‫في حين أنه لا يرى أي‬    ‫يتشدقون بالعبارات الواهية‬         ‫الماضي عن أن الحكومة‬
  ‫اختلاف بين هؤلاء الفارين‬                                     ‫الكندية رحبت باستقبال‬
    ‫من الإرهاب الروسي في‬           ‫والادعاءات الكاذبة عن‬         ‫اللاجئين الأوكرانيين‪،‬‬
    ‫دونباس‪ ،‬والأفارقة الذي‬      ‫«مشكلة المهاجرين» وعدم‬        ‫وأعلنت عن برنامج جديد‬
    ‫فروا من نيجيريا بسبب‬          ‫قدرتهم على استقبال كل‬    ‫لضمان استقرارهم‪ ،‬وفتحت‬
   ‫عنف جماعة بوكو حرام‪.‬‬        ‫اللاجئين داخل بلادهم‪ .‬إلا‬
                                                                  ‫الطريق أمام حصول‬
‫كل الأمثلة السابقة ليست إلا‬       ‫أن هذه الدول قد فتحت‬            ‫اللاجئين الذين لديهم‬
 ‫غيثًا من فيض‪ ،‬والاستطراد‬        ‫أحضانها على مصراعيها‬         ‫عائلات في كندا على إقامة‬
                                                               ‫دائمة فيها‪ .‬ولكن بالنظر‬
    ‫في طرح الأمثلة لا تكفيها‬           ‫لاستقبال اللاجئين‬          ‫إلى سياسة كندا تجاه‬
      ‫مقالة واحدة؛ فمظاهر‬      ‫الأوكرانيين وإبداء التعاطف‬  ‫اللاجئين من الدول الأخرى‪،‬‬
       ‫الازدواجية وسياسة‬                                     ‫نجد تناق ًضا واض ًحا؛ ففي‬
                                 ‫معهم والاستعداد لتقديم‬       ‫العام الماضي تعهدت كندا‬
    ‫الكيل بمكيالين التي ترى‬        ‫جميع أشكال المساعدة‪.‬‬        ‫باستقبال ‪ 40‬ألف لاجئ‬
  ‫أوكرانيا دولة «متحضرة»‬                                    ‫أفغاني‪ ،‬عقب وصول حركة‬
 ‫ليست كسوريا وأفغانستان‬             ‫وفي الإطار ذاته‪ ،‬اتهم‬        ‫طالبان إلى الحكم مرة‬
‫والعراق وفلسطين‪ ،‬وشعبها‬          ‫فرانشيسكو روكا‪ ،‬رئيس‬       ‫أخرى‪ .‬إلا أنه حتى الآن‪ ،‬لم‬
‫«ذو البشرة البيضاء والشعر‬         ‫الاتحاد الدولي لجمعيات‬   ‫تسمح كندا سوى لـ‪ 8‬آلاف‬
   ‫الأشقر والعيون الزرقاء»‬        ‫الصليب الأحمر والهلال‬       ‫فقط بدخول أراضيها‪ .‬أما‬
    ‫يوضح بما لا يدع مجا ًل‬                                     ‫اللاجئين السوريين‪ ،‬فقد‬
‫للشك أن أقنعة الغرب الزائفة‬         ‫الأحمر‪ ،‬الدول الغربية‬  ‫استقبلت كندا ‪ 73‬ألف لاجئ‬
‫قد تقيحت من كثرة ارتدائها‪،‬‬       ‫بـ»ازدواجية المعايير» في‬      ‫فقط من إجمالي ما يقرب‬
 ‫وأن ألسنتهم قد تقرحت من‬      ‫التعاطي مع قضية اللاجئين؛‬     ‫من ‪ 7‬مليون سوري ما بين‬
  ‫فرط أكاذيبهم‪ .‬فالادعاءات‬     ‫حيث أكد أن القبول السريع‬       ‫لاجئ وطالب لجوء‪ .‬ولم‬
 ‫أن حقوق الإنسان لا تتعلق‬                                   ‫تحرك دول أوروبا ساكنًا‬
   ‫بعرق أو لون أو جنس أو‬                                      ‫تجاه مشكلة اللاجئين‬
  ‫دين قد أثبتت أنها ادعاءات‬
    ‫واهية لا أساس لها‪ .‬وقد‬                                 ‫يستحق اللاجئون‬
                                                             ‫الأوكرانيون‬
       ‫ساهم الغزو الروسي‬
    ‫لأوكرانيا في كشف مدى‬                                   ‫بالتأكيد تعاطفنا‬
  ‫تخاذل المجتمع الدولي أمام‬                                 ‫العميق ودعمنا‬
  ‫مشكلات العرب والمسلمين‬
‫في كل بقاع الأرض‪ ،‬وتأهبهم‬
   ‫لنصرة الشعب الأوكراني‬
     ‫منذ اليوم الأول للحرب‬
    ‫لأنه‪ ،‬وبكل بساطة‪ ،‬منهم‬

                  ‫ويشبههم‬
   182   183   184   185   186   187   188   189   190   191   192