Page 83 - merit 43- july 2022
P. 83

‫رؤية من قريب ‪8 1‬‬

  ‫معنيًّا باستقرار أوكرانيا‬             ‫فيكتور يوشونكو‬          ‫قبل أوكرانيا‪ ،‬فقررت مد‬
 ‫لضمان استمرار إمدادات‬                                         ‫خط لنقل الغاز مباشرة إلى‬
‫الغاز والنفط عبر أراضيها‪،‬‬            ‫فقد روسيا لسمعتها‬         ‫أوروبا بالتعاون مع ألمانيا‬
                               ‫الدولية نتيجة وقف إمدادات‬        ‫لتحييد قدرة أوكرانيا على‬
   ‫وكانوا يرون أن أفضل‬
 ‫وسيلة لتحقيق الاستقرار‬         ‫الغاز وأوكرانيا بسبب فقد‬          ‫احتكار نقل المحروقات‪،‬‬
                                ‫الفرصة لمد أنابيب غاز عبر‬      ‫إلا أن هذا المشروع لم يل َق‬
  ‫في أوكرانيا هو تحويلها‬        ‫أراضيها‪ ،‬مما كان سيقوى‬
    ‫إلى دولة فدرالية‪ ،‬غير‬                                         ‫تقدي ًرا من بعض الدول‬
                                  ‫مكانتها كدولة عبور غاز‬          ‫الأوروبية التي رأت أن‬
   ‫أن بعض القوى الغربية‬           ‫في المستقبل‪ ،‬ومع أنه تم‬      ‫بناء خط الغاز سيؤدى إلى‬
‫ترى أن تلك الوسيلة تهدد‬           ‫في النهاية حل أزمة الغاز‬     ‫تبعية أوروبية للمحروقات‬
                                  ‫بوساطة أوروبية‪ ،‬كانت‬
  ‫بعودة نفوذ روسيا مرة‬                                                        ‫الروسية‪.‬‬
                  ‫أخرى‪.‬‬              ‫هذه الأزمة دلي ًل على‬      ‫ساءت العلاقات الروسية‬
                                ‫الخلاف الدائم بين روسيا‬
 ‫استلم الرئيس الأوكراني‬          ‫وأوكرانيا التي حاولت أن‬          ‫الأوكرانية بشكل كبير‬
    ‫الجديد يونو كوفيتش‬           ‫تقدم نفسها كدولة عظمى‬              ‫خلال عامي ‪/2008‬‬
   ‫الحكم في كييف وكانت‬         ‫تكافح من أجل الحرية حتى‬             ‫‪ 2009‬بسبب سياسة‬
                                ‫يتقبلها الغرب‪ ،‬لكن الغرب‬         ‫الرئيس يوشنكو الهادفة‬
‫أوكرانيا تعاني من اقتصاد‬         ‫أي ًضا لم يكن مقتن ًعا بلعب‬     ‫لإعادة بناء هوية جديدة‬
     ‫ضعيف نتيجة الأزمة‬                                           ‫لبلاده تعتمد في تكوينها‬
     ‫المالية العالمية التي لم‬       ‫أوكرانيا دور الضحية‬        ‫على المبادئ والقيم الغربية‬
                                     ‫للإمبريالية الروسية‪.‬‬      ‫للخروج من عباءة موسكو‬
 ‫تجابهها الحكومة السابقة‬                                      ‫وماضي الاتحاد السوفيتي‪،‬‬
   ‫بأي إصلاحات لضمان‬                   ‫وفي عام ‪ 2010‬فاز‬        ‫فقام يوشنكو بتوقيع نداء‬
     ‫تحرير اقتصاد البلاد‬         ‫فيكتور يونو كوفيتش في‬             ‫إلى حلف الناتو لقبول‬
                                                              ‫أوكرانيا في عضوية الحلف‪،‬‬
‫وحمايته‪ ،‬وكانت الولايات‬             ‫الانتخابات الأوكرانية‪،‬‬        ‫وبدا له أن الصراع مع‬
‫المتحدة والاتحاد الأوروبي‬         ‫وكانت خسارة يوشنكو‬          ‫روسيا هو الطريقة الأنسب‬
                                 ‫حليف أوروبا للانتخابات‬          ‫لتحقيق هذا الهدف‪ .‬وفي‬
 ‫منشغلين بمعالجة تبعات‬                                          ‫تلك الفترة اشتعل خلاف‬
 ‫الأزمة المالية العالمية التي‬        ‫بمثابة كارثة بالنسبة‬     ‫جديد بين روسيا وأوكرانيا‬
                                  ‫للغرب‪ ،‬ولكن الغرب كان‬         ‫على أسعار الغاز أدى إلى‬
    ‫أثرت على بلدانهم‪ ،‬ولم‬                                      ‫ارتفاع المديونية الأوكرانية‬
  ‫يكن لكييف موارد مالية‬                                         ‫إلى روسيا‪ ،‬وكذلك توقف‬
                                                                 ‫ضخ الغاز الروسي عبر‬
     ‫كافية لمواجهة الأزمة‬                                           ‫الأراضي الأوكرانية‪،‬‬
  ‫الاقتصادية وتوجب على‬                                           ‫مما تسبب بأزمة للدول‬
  ‫يونو كفيتش طلب الدعم‬                                        ‫الأوروبية في منتصف شتاء‬
 ‫الخارجي من روسيا التي‬                                        ‫عام ‪ ،2009‬وكانت روسيا‬
                                                               ‫وأوكرانيا اكبر الخاسرين‬
    ‫استغلت ذلك في فرض‬                                          ‫نتيجة هذا الصراع بسبب‬
   ‫شروطها على أوكرانيا‪،‬‬
 ‫وفتحت أوكرانيا ذراعيها‬
 ‫للمستثمرين الروس‪ ،‬ولما‬
    ‫كانت روسيا تعارض‬
     ‫التوسع لحلف الناتو‪،‬‬
 ‫فقد صرح يونو كوفيتش‬

     ‫أن أوكرانيا لا ترغب‬
    ‫في الانضمام إلى حلف‬
   78   79   80   81   82   83   84   85   86   87   88