Page 94 - merit 43- july 2022
P. 94

‫العـدد ‪43‬‬                                           ‫‪92‬‬

                                                                                          ‫يوليو ‪٢٠٢2‬‬

                           ‫محمد الشحات‬

                           ‫محاولة للانفلات من الوقت‬

‫خشي َة َأن تلم َح ُه أعي ُنهم‬                      ‫ما إِ ْن أفر َغ ما امتلأ به القل ُب‬                      ‫استف ِت القلب‬
           ‫كان يحاو ُل‬                                             ‫من الفتوي‬
           ‫أن يخص َف ما يست ُر ُه‬                                                                     ‫ما إن أفتاه الشي ُخ‬
           ‫كانت أعي ُنهم أقوى من‬                  ‫وتح َّص َن بالصلوا ِت وبالآيا ْت‬                    ‫بسيل من فتواه‬
‫قدر ِت ِه‬                                      ‫حتى شع َر بطي ٍر يحملُ ُه دو َن عنا ٍء‬             ‫حتى ارتع َد‪ ،‬وخا َف‬
                           ‫على التبدي ِل‬                                                         ‫وكا َد يح ُّط على مقع ِد ِه‬
                                                 ‫ويح ُّط به في ساحا ٍت لا يد ُخلُها‬
‫فما أمك َن ُه أن ُيحد َث شيئًا‬                             ‫إلا َمن م َل َك سكين َت ُه‬                    ‫ولا يقد ُر أن ينه َض‪،‬‬
        ‫عاش بلا ناصي ٍة‬                                                                          ‫لن يسع َف ُه الوق ُت لكي يتراج َع‬
                      ‫ِخشي َة ألا يهنأ‬               ‫واستسقى ِمن نو ٍر يسك ُن ُه‬
‫من رجرجة الأفكا ِر بداخلِ ِه‬                        ‫فابته َج إذا ما ارتج َف القل ُب‬              ‫أو يجب َر ما أنكس َر م َن الأشوا ْق‬
           ‫وذنو ٍب قد تمل ُأ ُه‬                                                                                      ‫أو ُيصل َح‬
                             ‫وهواج ُس‬                            ‫إفذأفعرا َيغ َن ِقصببل ًَرتاُه‬
           ‫مفر ِق ِه‬  ‫إلى‬  ‫ما إِن نظروا‬                            ‫فا َّت َج َه إليها‬                      ‫ما أفس َد ُه من أعما ٍل‬
‫كحتي ٰىي كسال َكن ُهتمنى لو أنز َل ُه‬                                                                       ‫حاو َل أن يسترج َع‬
                                                       ‫واستفتى حتى استسقى‬                                    ‫ما سقط على أُذن ْي ِه‬
                                                         ‫وروى ما نب َت بداخلِ ِه‬                           ‫فلم يقدر ِمن كثرتها‬
                                                                    ‫من ضو ٍء‬
                                                                                                 ‫حاول أن يستجمعها‬
                                                     ‫حتى شع َر بفي ٍض من نو ٍر‬
‫سيك ِم ُل‬             ‫كيف‬  ‫يحا ُر‬  ‫ظل‬                                  ‫يسك ُن ُه‬                             ‫لك ْن شع َر بضي ٍق‬
                           ‫يعر ُف‬  ‫ولا‬                                                           ‫وبرغبته في أن يخر َج من دنياه‬
           ‫ألِمانيالسغق َِّيط‬                             ‫ومزاه َر تطلِ ُق رائح ًة‬
                               ‫أو ينفك‬              ‫وأحس بجب ِل ذنو ٍب قد ذا َب‬                                            ‫‪...‬‬
                               ‫وحاول‬                                                             ‫ضاق بما امتلأ ب ِه من خو ٍف‬
‫أو ألا يقر َب تل َك الشجر َة‬                            ‫ومغفر ًة هلَّت غا َص بها‬
                                                       ‫بواملاسئتكغ ٍةف َرتححمتلُ ُهى استشع َر‬               ‫واستشع َر‬
‫كهاسنيي ُرسا اهلاوحسيون يس ِةم ُّري‪:‬حاص ُر ُه‬           ‫وتدور به حو َل الملكو ْت‬                 ‫أ َّن الأر َض تضي ُق علي ِه‬
    ‫والوحش ُة وهي تخام ُر ُه‬                           ‫وبأن الله يرا ُه ويعص ُم ُه‬               ‫يتب ُع ُه‬  ‫ِموأنح َغ َّوسربالأصيوا ٍمت‬
                                                 ‫إذا ما استمس َك بضيا ٍء يسك ُن ُه‬               ‫الأولى‬
 ‫فلن يلد َغ من نف ِس ال ُجح ِر‬                                                                           ‫َأ ْن راج ْع أورا َد َك‬
   ‫لقد رف َض وأوص َد أذني ِه‬                                  ‫وينبع من داخلِ ِه‬                  ‫واستف ِت القل َب لعل َك تدخ ُل‬
           ‫ُمل ٌك لا يفنى‬                                              ‫فيرقى‬
          ‫وخلو ٌد أبد ٌّي‬                                                                                ‫في رائع ِة الملكو ْت‬
‫كان طري ُق غوايته يتّس ُع‬                                         ‫كيف النجاة‬                                          ‫‪...‬‬
    ‫فيخشى َأن ُيخطي َء‬                                      ‫ظ َّل ُيوا ِري سوء َت ُه‬                 ‫على مف ِر ِق ِه‬
                                                                                                 ‫برك ٍن في غرفتِ ِه‬   ‫نث َر الما َء‬
                                                                                                                      ‫وارتك َن‬
   89   90   91   92   93   94   95   96   97   98   99