Page 99 - merit 43- july 2022
P. 99

‫‪97‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫شعر‬

                                            ‫سناء مصطفى‬

                   ‫امرأة من طين ونار‬

                     ‫حتى ج َّف ْت رغبتها‪،‬‬                                     ‫وأنا واقفة‪،‬‬
                         ‫بينما هو هناك‬
                                                                            ‫أري ُد أن أموت‬
                ‫منس ٌّي على أسنة الأرض‬          ‫قدماي ُت َعلِّمان الأرض أول درس في الطيران‬
                 ‫تعزف عنه ك ُّل مرضعة‬
       ‫فقط لأن أمه أعطت ظهرها للقطيع‬                              ‫وهما راسختان كصخرة‬
        ‫وراحت تنزع عن جلدها المسامير‬                  ‫ك ِّفي تشرب من حمرة الشفق قطرتين‬

                       ‫وترتدي أنوثتها‪.‬‬      ‫بينما ذراعي ُتج ِّدف في رمال ليس لصراخها آخر‬
                              ‫أبتسم له‬                                 ‫تتمثل أمامي امرأ ٌة‬

             ‫وللكلاب التي تلعق صراخه‬                             ‫كأنها ُق َّدت من نار وطين‬
                      ‫وفي صمت تبكي‪.‬‬                                        ‫امرأ ٌة تقول‪ :‬لا‬

           ‫***‬                                                          ‫حين يأتيها الموت‪،‬‬
                             ‫وأنا واقف ٌة‬
                                                                 ‫فيشهر سيفه في وجهها‪..‬‬
                          ‫أريد أن أموت‬
                     ‫وعلى شفتي اعتذا ٌر‬                                       ‫لا يسيل د ٌم‬
                                                                 ‫بل يتفجر من بين ساقيها‬
                          ‫لحبي ٍب خذل ُته‬
    ‫حين ص ّدق أنني سأقدر على التجديف‬                                   ‫شلال من خصوبة‬
                                                                          ‫كأنه ُقبلة الحياة‬
        ‫بينما تقذفني يمنة ويسرة ثورا ٌت‬
     ‫كن ُت أجبن من أن أعترف بسطوتها‪.‬‬                             ‫على «وا ٍد غير ذي زرع»‪..‬‬

                    ‫كان يؤمن أن الموت‬                         ‫يف ُّر المو ُت من أمامها مذعو ًرا‬
                ‫سيرفع لنا راية التسليم‬                       ‫بينما في المسافة ما بين نهديها‬
             ‫بينما ما تمنيت إلا أن أموت‬
                                                                      ‫تتجلى فحولة الجب ِل‬
                             ‫وأنا واقفة‬
                       ‫قدماي راسختان‬                             ‫حين يقطع أشواطا سبعة‬
                                                             ‫ولما ي ِف ْق بع ُد من زمزم ُقبلتها‪.‬‬
                              ‫كصخرة‬
              ‫على ثغري لطفل خذل ْته أ ُّمه‬                                        ‫***‬
                                                                               ‫وأنا واقف ٌة‬
                               ‫ابتسام ٌة‬
              ‫وعلى شفتي لحبيب خذل ُته‬                                       ‫أريد أن أموت‬
                                                                       ‫على ثغري ابتسام ٌة‬
                                ‫اعتذار‪.‬‬
                                                                     ‫ربما لطفل خذل ْته أمه‬
                                                                       ‫حين أتت به للحياة‬

                                                                       ‫وهي تقترف الحلم‬

                                                                     ‫ثم نسي ْت أن ترضعه‬
   94   95   96   97   98   99   100   101   102   103   104