Page 97 - m
P. 97
95 إبداع ومبدعون
القصة
المصطفى المحبوب
(المغرب)
قصائد للألم
بل إن اختراع الشعر كان فقط لأجل إفلاس حياة الشعر يا صاحبي لن يفرحك أب ًدا
جيوبك ،لن يأتي العام المقبل حتى تجد نفسك مديو ًنا استفس ْر من أصحاب الفتاوى والأدعية
للآخرين ،ورغم كل محاولاتك لتسديد فواتير المجاز ستجد أول فقيه في طريقك يمزق أوراق الشعر
والخيال والشعر ستجد نفسك أمام ديون كثيرة في ويوقد بها بخور شعوذة مزيف..
السنوات المقبلة أي ًضا.. يشعل النار في أجنحة الفراشات بينما أنت مشغول
الشعر دائ ًما يوقعك في ورطة ،يوهمك بأن الشهرة بتصليح آلة عزف أو طبل قديم أو مشغول بحل
قريبة تمارين
وبأنك ستجلس إلى جانب شعراء مرموقين أو أبناء الجيران..
بجانب
الشعر لا يطرد مآسي الحياة،
رجال دولة يدافعون عن كتاباتك أو ذكر اسمك بل يحتفظ بها في مكان ما إلى يوم غ ٍد،
في حفلاتهم الخاصة.. حتى الفوضى ليس بإمكان الشعر ترتيبها أو
الفرح والنجاحات والشعر لا يلتقيون يا صاحبي، وضعها بمكان آمن ودافئ..
لن تغتر بشاعر يعزف على آلة موسيقية ما مرتد ًيا الأشياء هي الأشياء..
ربطة عنق مدعيًا أنه يحزن لآلام الآخرين.. الفوضى هي الفوضى..
الشعر ياصاحبي وجبة مفضلة عند الأغنياء والألم هو الألم..
والأغبياء، أشياء جميلة قد تسقط بمجرد أن تلج بوابة الشعر،
أما الشعراء فيطبخون نجاحاتهم بطرق صعبة بمجرد أن تفكر في إنشاء مكتبة وسط حي فقير،
بمجرد استشارة جهة ما من أجل بناء حنفية ماء
وتوابل للشعراء ..الألم في الشعر وسيلة للإفلاس،
حارقة..