Page 98 - m
P. 98
العـدد 60 96
ديسمبر ٢٠٢3
فدوى الزياني
(المغرب)
غرق ال َّدمعة في الجدار
قلوبهم ماؤها ماء والهواء في ثم عينيك حين ن َجونا لم أف ِّكر في الذين
صدورهم عصافير من اليد التي هجرت اليد سقطوا
وانفصال الفم عن الحلمة
عيونهم ضحكات هاربة من نوتة بل في الجدار الذي استوحش
موسيقية والفكرة عن الرأس وحدته
من كتف الأرض اختارت فجأة أن
صبية خطيئتهم أن ونام بجوارهم،
سرقوا العنب من بستان في ُتع ِّدل نسبة ميلانها، حين سقطوا كانوا كثيرين
من طحين الأجساد حين أدارت ِصغا ًرا وعواجيز طيِّب ٌة أرواحهم
الجوار وكان وحي ًدا ،كم كان وحي ًدا في
خطيئتهم أن رحى صفائحها
حفظوا ما تي َّسر نها ًرا من جر ٍح نزف في فم البيت وعين الوقوف
وفي اللًّيل غنوا للجدار متكئين على وكم صار وحي ًدا و ُمع َّذ ًبا حين
ظهر الجدار النافذة وقلوب الأمهات
ورقصوا على ال َّطين بأصابع من من لهفة ال َّصخرة لعناق ال َّصخرة سقط.
طين أنت أيها الذي نجوت من قاع كل شيء
صبية صيدهم فراشات حين يحدث مالا نفهم حدوثه بعد تحذيرات العصافير والضوء
فهل يتطاير ال َّضوء في ال َّضوء حين يصبح البيت ف ًّخا والجدران
يارب الخوف حين خلقت له الأحمر
مؤامرة في نباح الكلاب
الطمأنينة إ َّياك أن تموت بعد انكسار الوقت في رمل
يارب البيت الآمن حين صار لا تجنح للغيَّاب ولا تكن ُغ َّص ًة في
ال َّساعات
هلا ًكا كبد أحد وانفلات الملامح واثبة في الهواء
يارب المحنة والنَّجاة ولا تقل هي خطوتي إلى الجنة
يارب الروح وشهقتيها، تحت ال َّطبقات الرمادية
يا أيها الذي نجوت وأن الحياة مجرد احتمال حيث تنام الكراهية والحب
الموت َر ُجل وحيد
من قاع كل شيء باردين وثقيلين م ًعا
ُم ٌّر في الفم غ َياب الذين نح ُّبهم والشعاع المتس ِّرب من ش ٍّق في أنت أيها الذي نجوت
الجدار ُخدعته الأخيرة من الأصوات الغائرة تحت تراب
عبورهم كان قصي ًرا
وثقيلة جنازة أحلامهم فلا تمنح الجسد ال ُّتراب إلى يئن
تلك التي لن تتحقق أب ًدا. ال ُّتراب. من وجوه تغمرها الظلال
من العناكب تشاركك َفزع اللحظة
جلدهم غ ٌّض ِن ِد ٌّي أولئك الذين من الفراغ مو ِح ًشا يملأ فمك،
نح ُّبهم
رئيتك
ولحمهم مورق كالأشجار