Page 41 - nnn
P. 41

‫يطلب الشاعر من متلقي خطابه‪،‬‬                                             ‫سرجون كرم‬

  ‫وهو يبدأ أداء مهمته‪" :‬دعوني أكتب‬                          ‫«أيها الأغبياء»‪ ،‬ويلاحظ الخطاب المجازي‪،‬‬
                                                              ‫المتمثل في أسلوب الاستفهام الإنكاري‪،‬‬
 ‫الشعر باللغة العادية"‪ .‬لعله يرغب‪ ،‬إذ‬                        ‫وغرابة الحدث‪ ،‬وهو أكلهم وطنهم الذي‬

 ‫يطلب هذا‪ ،‬في تسهيل فهم خطابه‪،‬‬                               ‫يقتلونه‪ ،‬والمتمثل كذلك في شربهم الغبار‬
                                                     ‫من جرار تاريخهم الغبار‪ ،‬وهذا يذ ِّكر بقصيدتي‪:‬‬
‫فيستخدم لغة عادية‪ ،‬معجمها مألوف‪،‬‬                      ‫«مرثية الغبار» و»الأرض اليباب»‪ ،‬والدال الأخير‬
                                                      ‫يتكرر مرات كثيرة في هذه المجموعة‪ ،‬فيبدو كأ َّن‬
       ‫ومأخوذ من لغة الحياة اليومية‪،‬‬               ‫الشاعر يغزل للخراب رؤيا‪ ،‬وهذا ما يقوله في بداية‬
                                                      ‫قسم «العليم بكل شيء»‪« :‬ماذا أفعل ال َان‪ /‬ال َان‬
      ‫وبعضه مأخوذ من العامية‪ ،‬مثل‪:‬‬                 ‫أفتح قنبلتين لاعينين‪ /‬تريان العالم جم ًرا‪ /‬وبلادي‬

     ‫"يبرحش‪ ،‬يحكش‪ ،‬أبول‪ ،‬خربشوا‪،‬‬                        ‫سوا ًدا‪ /‬تغزل للخراب رؤيا» (ص‪ .)٦١‬بهاتين‬
                                                        ‫العينين القنبلتين يرى إلى عالمه‪ ،‬ويغزل رؤياه‬
‫نجعر‪ ،‬أمعس‪ ،‬يبرش‪ ،‬يحوش‪ ،‬يكش‪،‬‬                          ‫إلى «البلاد التي يعمل ثلاثة أرباع سكانها أحذية‬
                                                        ‫ينتعلها رجال المخابرات‪ /‬لا تولد قصيدة‪ ،‬ولا‬
     ‫نشحبر‪ ،"..‬ويشتق أحيا ًنا أفعاًل من‬             ‫ُيس َّمى بد ًرا هذا القمر المكتمل» (ص‪ .)١٠٦‬في هذه‬
           ‫أسماء جامدة‪ ،‬مثل "يَتَبوصل"‪.‬‬              ‫البلاد ينهض «سمكر ُّي الهواء‪ ،‬العليم بكل شيء»‬
                                                    ‫الى أداء مهمته‪ ،‬لتولد فيها القصيدة‪ ،‬و ُيسمى القمر‬
  ‫الموت‪ /‬أنشر شجر الخوف‪ /‬وطفولتي على حبال‬
     ‫الغسيل» (ص‪ .)١٤‬واضح ما يريد «تصليحه»‪،‬‬                                ‫المكتمل بد ًرا‪ ،‬فماذا يفعل؟‬
    ‫وتغييره وبما يريد استبداله‪ ،‬ووسائله إلى ذلك‪،‬‬                                   ‫العنف الثور ِّي‪:‬‬
    ‫واللافت أنه يريد للطفولة‪ ،‬بما تمثل من قيم‪ ،‬أن‬
                                                          ‫وإذ تكون حال البلاد‪ ،‬في التعامل مع الواقع‬
  ‫تشكل فضاء هذا العنف الثوري‪ ،‬مميِّ ًزا بينه وبين‬       ‫والتاريخ هكذا‪ ،‬يحمل «سمكر ُّي الهواء» ع َّدته‪،‬‬
   ‫«سواد» البلاد‪ ،‬فيقول‪« :‬أنا طفل تموت بضحكته‬      ‫ويمضي إلى أداء مه َّمته‪ ،‬وينشد‪« :‬في هذه الساحات‬
‫َايات النساء‪ ،‬وأنتم مقبرة‪ /‬تفتح مقبرة» (ص‪.)١٠٤‬‬           ‫الفارغة‪ /‬بمقدح النعمة‪ /‬أقدح جبال الخيبة‪/‬‬
                                                    ‫بمطرقة الرحمة‪ /‬أطرق نحاس الخطيئة‪ /‬بمنشار‬
                                ‫اللغة العاد َّية‪:‬‬
    ‫يطلب‪ ،‬من متلقي خطابه‪ ،‬وهو يبدأ أداء مهمته‪:‬‬
  ‫«دعوني أكتب الشعر باللغة العادية»‪ .‬لعله يرغب‪،‬‬
    ‫إذ يطلب هذا‪ ،‬في تسهيل فهم خطابه‪ ،‬فيستخدم‬

      ‫لغة عادية‪ ،‬معجمها مألوف‪ ،‬ومأخوذ من لغة‬
   ‫الحياة اليومية‪ ،‬وبعضه مأخوذ من العامية‪ ،‬مثل‪:‬‬
  ‫«يبرحش‪ ،‬يحكش‪ ،‬أبول‪ ،‬خربشوا‪ ،‬نجعر‪ ،‬أمعس‪،‬‬
   ‫يبرش‪ ،‬يحوش‪ ،‬يكش‪ ،‬نشحبر‪ ،»..‬ويشتق أحيا ًنا‬
‫أفعا ًل من أسماء جامدة‪ ،‬مثل «ي َت َبوصل»‪ .‬ويستخدم‬
    ‫لغة تراكيبها‪ -‬جملها قصيرة في الغالب‪ ،‬بسيطة‬

      ‫التركيب‪ ،‬لا تخلو من انزياح تركيبي وحذف‪.‬‬
   36   37   38   39   40   41   42   43   44   45   46