Page 39 - nnn
P. 39

‫‪37‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫رؤى نقدية‬

                                                         ‫عبد المجيد زراقط‬

                                                         ‫(لبنان)‬

    ‫عندما تقدح نجمة الشعر‬

    ‫جبال الخيبة‪«..‬سمكر ُّي‬

‫الهواء‪ ،‬العليم بكل شيء»‬

                   ‫لسرجون كرم‪..‬‬

   ‫يفضي أداء «السمكري» لمهمته إلى قيامة الوطن الجديد‪ ،‬ففي «خطبة‬

     ‫لبنان لأبي ذر الغفاري»‪ ،‬يقول‪« :‬أيتها البلاد التي لا ر َّب لها‪ /‬سوى‬
  ‫عيون أطفالها‪ /‬من أجل غفوتك الهادئة في سريرك‪ /‬سنحطمهم يو ًما‪/‬‬

     ‫مثل هبل‪ /‬مثل اللات‪ ../‬ونقيم دي ًنا جدي ًدا‪ /‬وط ًنا جدي ًدا‪ /‬لعينيك»‬
 ‫وهكذا ينتهي سعي الباحث عن هويته‪ ،‬وبعد أن يف َّض الح ُّب س َّر النب َّوة‬
‫فيه‪ ،‬وينزع رداء الشيطان عنه‪ ،‬إلى قيامة الوطن الجديد‪ ،‬في بلاد لا س ِّيد‬
‫فيها سوى عيون أطفالها الذين يخرجون من «المقبرة»‪ ،‬إلى فرح العيش‪،‬‬

    ‫المن َّقى هواؤه‪ ،‬وتشع بضحكاتهم آيات قادحي جبال الخيبة بمطارق‬

                                                     ‫الفاعلية والإنجاز‪.‬‬

   ‫«الهواء»‪ ،‬المعرفة‪ ،‬المؤ ِّدي دلالة عامة‪ ،‬وليس هواء‬         ‫الشعر َّية «سمكر ُّي الهواء‪ ،‬العليم بك ِّل‬        ‫المجموعة‬
  ‫مكا ٍن معيَّن‪ .‬واذ نعرف أ َّن الهواء‪ ،‬بهذا المعنى‪ ،‬هو‬      ‫شيء»‪ ،‬للشاعر والأكاديمي اللبناني‪-‬‬
‫واهب الحياة على كوكب الأرض‪ ،‬نسأل‪ :‬هل « َخ ِرب»‬             ‫الألماني‪ ،‬سرجون كرم‪ ،‬مجموعة شعرية‬
                                                             ‫صدرت‪ ،‬مؤ َّخ ًرا‪ ،‬في بيروت (المؤسسة‬
       ‫هذا الهواء‪ ،‬وصار بحاجة الى «تصليح» وإلى‬           ‫العربية للدراسات والنشر‪ ،‬ط ‪.)2022 ،1‬‬
   ‫«سمكري» يصلِّحه‪ ،‬وهاهو «سمكر ُّيه العليم بكل‬               ‫تض ُّم المجموعة ثلاثة وتسعين ن ًّصا‪،‬‬
‫شيء» يقوم بهذه المهمة‪ ،‬في هذه المجموعة‪ ،‬ويح ِّدثنا‬         ‫مو َّزعة على ثلاثة أقسام تحمل العناوين‬
                                                         ‫ال َاتية‪ :‬سمكري الهواء‪ ،‬والعليم بك ِّل شيء‪،‬‬
                                       ‫عن ذلك‪.‬‬
                                                                                   ‫و»ماروشكا»‪.‬‬
        ‫ماروشكا وس ُّر ال ُّنب َّوة‬                      ‫ُيلفت‪ ،‬في البدء‪ ،‬العنوان‪« :‬سمكر ُّي الهواء»‪ ،‬وهو دا ٌّل‬
                                                         ‫مجازي‪ ،‬فما هو مدلوله؟ «سمكري»‪ ،‬أو «سنكري»‪،‬‬
       ‫لكن ما شأن «ماروشكا» في هذه المهمة؟ كي‬
     ‫نجيب عن هذا السؤال‪ ،‬علينا أن نعرف من هي‬                   ‫بالعامية‪ ،‬هو مصلِّح الأدوات المنزلية‪ ،‬و»معلِّم‬
‫«ماروشكا»؟ هي‪ ،‬كما يبدو لي‪ ،‬وكما تفيد قرائن في‬              ‫تركيب بياضات المنازل»‪ُ ..‬تضاف هذه الكلمة إلى‬
   34   35   36   37   38   39   40   41   42   43   44