Page 6 - nnn
P. 6
العـدد 47 4
نوفمبر ٢٠٢2
فكرة انسلاخ الشعر العربي عن افتتاحية
واقعه بالكامل على غرار الشعر
الغربي في أوروبا وأمريكا تحتاج
إلى مراجعة ،كون الشاعر العربي
يعاني ما يعانيه المواطن العربي سمير درويش
من قهر وكبت في مجتمعات قبلية
أو شبه قبلية ،وكون أهمية (الشكل) رئيس التحرير
في بناء القصيدة الجديدة لا يتعارض شعر محمود
مطل ًقا مع وقوفه على الأرض، درويش..
وتلمسه لما يدور حوله من قضايا
الوقوف على الحد الفاصل أظنها وجودية ،ترتبط بالفكرة
بين الزعيق السياسي البدائية عن الحياة والفن في واقعنا
وجماليات الكتابة! المأزوم ،والشعر في القلب منه.
الشاهد أن صلاح بوسريف ليس أول من قال أجرته مجلة ميريت الثقافية ،التي في حوار
ذلك ولن يكون الأخير ،فقد سألت الشاعر تصدر عن دار ميريت للنشر في
القاهرة ،قال الشاعر والأكاديمي
الكبير الراحل حلمي سالم مرة عن رأيه في شعر المغربي د.صلاح بوسريف إن
محمود درويش ،فقال إنه (كان) يحبه! وفي مايو «نيرودا ومحمود درويش ومظفر
الماضي كتب أستاذ جامعي مصري –اسمه حسن النواب وأحمد مطر شعرهم انتهى،
ولم يعد ُي ْقرأ إلا كوثيقة تاريخية،
مغازي ويد ِّرس في جامعة جنوب الوادي -إن وهو في جوهره ليس شع ًرا!” ،وقد
أمل دنقل سرق قصائده الشهيرة! ورغم غرابة أثار هذا الرأي كثيرين من الشعراء والنقاد –
الرأي فإن دنقل لم يسلم من نقد الشعراء والنقاد المغاربة وغيرهم -الذين لم يتوقفوا عند تفنيد
«الحداثيين» الذي جاءوا بعده ،باعتبار أن شعره هذا الرأي الذي يستند إلى التغير الذي حدث
زاعق يخلو من الجماليات ،ويصلح أكثر ليكون في البناء الشعري العربي ،طوال الخمسين
شعا ًرا في المظاهرات ،وأن هذا النوع من الشعر عا ًما الماضية ،بل راحوا يهاجمون الرجل نفسه
ويستخرجون من شعره ما رأوه نواقص لا
مرهون بوقته ،ويموت سري ًعا حين تتبدل تؤهله –من وجهة نظرهم -للتحدث عن شعراء
الظروف ..وقد ناله هجوم كبير من محبي أمل
كبار مثل درويش ومطر ومظفر النواب،
دنقل ومحبي الشعر عمو ًما. انتشرت قصائدهم على نطاق واسع في الوطن
وظيفة الشعر! العربي ،ويرددها الجمهور بلا انقطاع.
هذه الآراء كلها تدور فيما يمكن أن نسميه «وظيفة
الشعر» ،أي الإجابة عن سؤال مركزي :هل للشعر