Page 10 - nnn
P. 10
العـدد 47 8
نوفمبر ٢٠٢2
د.محمد مصطفى حسانين
التجنيس السردي للعالم
في خضم تلك المساحة الشاسعة يتشكل الملفوظ السردي المعاصر،
بوصفه ن ًّصا وخطا ًبا في آن ،يخضع لشروط الإنتاج والتلقي والتداول
ومؤسسات اللغة والنوع والإبداع والجمالية ،ينفتح على الآني
والتاريخي ،بقدر ما ينفتح على المعطي التقني والسؤال الثقافي
والاجتماعي .ومن نافل القول إن السرد الروائي والقصصي حاول في
كل ذلك ممارسة وعي نقدي وجمالي ،اعتما ًدا على تضفير النصوص
والخطابات وتحويرها ،بل قل إعادة تسريدها وفق بنية تركيبة جديدة.
إحدى مستويات التطبيع القرائي من المتلقي ،إذ النصوص الإبداعية والأدبية بعلاقة ترتبط
تضم «مجموعة من المعايير الأدبية التي تربط بين ا ْنتِماء إجناسية ،تشيد وفق معايير نصية
وتداولية وجمالية ،ومعنى هذا ،ضرورة
النصوص وتجعلها ذات معنى ومتماسكة»(.)1
ويميل عدد وافر من النقاد الوعي في تلقي النص
ومنظري الأدب إلى وصف بتشكيل أفقه النوعي،
عصرنا بأنه عصر الرواية ،أو والذي يحدده الوضع
عصر النوع الروائي بمصطلح الأدبي أو الوضع الاجتماعي،
أكثر حيا ًدا من الوجهة النقدية، أو بمعنى آخر التواصل الأدبي.
فتتبع جذور الرواية دال على وعبر التلاحم بين سمات النوع
صعودها وانتشارها وقدرتها وهذا التواصل الأدبي يك ِّون النوع
على أن تكون ديوا ًنا وشاه ًدا
على عصر الحداثة وما بعدها. لنفسه عر ًفا أو مواضعة من
ومنطق الصعود هنا ،له أساسه خلالها يبني المتلقي أو يفترض
النوعي بوصفها ظاهرة داخل موق ًفا معينًا تجاه النوع وأسلوبه
خريطة التحول الدوري للأنواع وقيمته ،فمجموعة النماذج التي
تشكل الصيغ الخاصة للنوع تعد