Page 96 - nnn
P. 96
العـدد 47 94
نوفمبر ٢٠٢2 د.محمد صلاح زيد
تسريد الذات بين الممنوع
وسلطة الغياب والتلاشي:
رواية «أطياف كاميليا»
لـ«نورا ناجي» أنموذ ًجا
إنه يجدر بنا أن نطرح تساؤلات قد تبدو ملحة تقديم تسعى
شيئًا ما :هي ،ما الذي نعنيه بتسريد الذات؟ وكيف
يمكننا أن نرى ذلك داخل الرواية من خلال الوقوف الكتابة الروائية الجديدة إلى البحث عن
مقومات سردية بديلة ،ومغايرة للنص
أمام حدود الممنوع وسلطة الغياب والتلاشي؟ الروائي التقليدي المباشر ،قصد تشكيل
وهل هناك «طريقة سردية» في النظر إلى الأشياء/ كتابة روائية وسردية مخالفة ،لها متعة
وحكاية الذات المأزومة؟ ولو صح ذلك ،فما الذي
يميز هذه الطريقة عن الطرق الأخرى التي نخبر بها القراءة وفضاء التأويل .ونظ ًرا لأن
الأشياء /تلك الكتابة الجديدة التي تقف على حدود هذه الكتابة الروائية الجديدة تستمد
هذه الحكاية النازفة لتلك الذات المأزومة ،ونقيسها مرجعيتها الفنية والفكرية واللغوية من
عوالم سردية مختلفة ومتعددة تقوم في أساسها
بمقياسها؟ على صراع الحياة والوجود الإنساني وماهيته،
إذا كانت الذات هي محور العملية التخييلية ومادتها وتفيد من إنجازات النظرية النقدية الحداثية وما بعد
الحداثية؛ فإن الباحث في مكونات نصوصها يمكنه
ومضمونها م ًعا ،تغذي السرد ،وتؤطر الحكاية، أن يقف على هذا الاختلاف البين بين بنية النص
وتستعيد التجربة الحياتية عن طريق الانتقاء الروائي التقليدي المباشر ،وبين النص الجديد ،الذي
يراهن على المفارقة والاختلاف ،وإحداث خلخلة في
والحذف والاختيار بغية تأسيس ملفوظ قادر على
غواية القارئ بمختلف مستوياته ،واستدراجه إلى بناء وتأويل النص التقليدي القديم.
الانخراط في القراءة والتأويل استكما ًل لدورة العمل