Page 33 - ثقافة قانونية - العدد الرابع - للنشر الإلكتروني
P. 33

‫لكي ُيبقي على حديثه‪ ،‬ولكي يواصل حديثه عليك أن تصمت ولتأتينا بكلمته‬                                      ‫الشكوى الأولى‬
      ‫مكتوبة لكي نقراها ونسمعها‪ ،‬لكن اهتم باحتيجاته الشخصية والعائلية أنظر‪،‬‬          ‫جاء الفلاح ليشكو لرئيس البلاط‪ ،‬قالا يا مدير البيت العظيم ‪ :‬سيدي يا رئيس‬
      ‫فغالبا ما يأتي احد الفلاحين إلى هنا عندما يكون منزله فارغ‪ ،‬فعليك ان تهتم‬       ‫البلاط‪ ،‬عظيم العظماء ورئيس الرؤساء‪ ،‬عندما تبحر في بحيرة الحق فلتشرع‬
      ‫بمتطلبات حياته وأسرته ايضا‪ ،‬وأن تمده بالطعام بدون أن يعرف انك الذي‬             ‫سفينتك برياح ملائمة‪ ،‬فلا يتمزق لك شراع ولا تضل سفينتك ولا يحدث مكروه‬
      ‫تعطيه‪ ،‬وأمر بعشرة أرغفة وإنائين من البيرة يومياً‪ ،‬وقد أعطاها رئيس البلاط‬       ‫لساريتك ولا تغوص في القاع ولا يحتويك التيار ولا تجرب شر النهر ولا ترى‬
      ‫العظيم رنسي بن مرو لتابعه ومن ثم (للفلاح)‪ .‬وأرسل رئيس البلاط رنسي بن‬           ‫وجهاً مخيفا‪ ،‬ولتأتي إليك الأسماك الوديعة‪ ،‬وتصطاد الطائر السمين‪ ،‬لأنك أب‬
      ‫مرو إلى حاكم وادي النطرون من أجل تدبير الطعام لزوجة هذا الفلاح بمقدار‬          ‫لليتيم وأخ للمطلقة وساتر من لا أم له‪ ،‬اسمح لي أن أعلي أسمك في هذه الأرض‪،‬‬
                                                                                     ‫فوق كل قانون جميل! أيها الرئيس الخالي من الجشع‪ ،‬أيها العظيم المترفع عن‬
                                                ‫ثلاث كيلات من الشعير يومياً‬          ‫الصغائر أيها الممدوح والذي يمدحه الممدوحين شريفا كنت بعيدا عن الدنايا‪،‬‬
                                ‫الشكوى الثانية‬                                       ‫مهلكا للكذب‪ ،‬مشج ًعا للعدل‪ ،‬ورجلا يلبى نداء المستغيث‪ ،‬الذي يسمع لصيحتي‬
      ‫قال‪ :‬سيدي‪ ،‬يا رئيس البلاط العظيم‪ ،‬يا كبير الكبراء‪ ،‬يا أغنى الأغنياء الكبير‬     ‫التي يرددها فمي وحينما اتكلم فاسمع لي سيدي‪ :‬وأقم العدل ارفع عني المعناة!‬
      ‫بين كبرائه‪ ،‬والغني بين أغنيائه‪ ،‬يا دفة السماء يا سارية الأرض وخيط المطمار‬      ‫فأنا مثقل بالهموم وبسببها أنا ضعيف افحص شكواي وانظر‪ ،‬قال الفلاح هذه‬
      ‫أيتها الدفة‪ ،‬لا تسقطي أيتها السارية لا تميلي‪ ،‬ويا خيط المطمار لا تهتز‪ ،‬أياخذ‬   ‫المرافعة امام رئيس البلاط «رنسي بن مرو» فذهب بها الي الملك «نب كاو رع»‬
      ‫السيد الكبير شيئاً من لا سيد له‪ ،‬ويسرق العزل؟ اليس كل ما تحتاجه موجود في‬       ‫آخر ملوك الأسرة العاشرة التى حكمت مصر سنة ‪ 2123‬ق‪.‬م وقال‪ :‬مولاي‪ ،‬لقد‬
      ‫بيتك؟‪ ،‬قدح من البيرة وثلاث أرغفة‪ ،‬والفتات التي توزعها تشبع من يسألونك‪،‬‬         ‫وجدت واحداً من الفلاحين الذي بحق‪ ،‬يحسن القول والوصف‪ ،‬لقد ُسرقت أشيائه‬
      ‫اتريد أن تكون من أهل الأبدية؟ عليك بالعمل الطيب فانه يعيش طويلا‪ ،‬أليس‬          ‫من قبل أحد رجالي الذين يعملون تحت إمارتي‪ ،‬لقد جاء إلي يشكو ذاك الرجل‬
      ‫من العار أن ميزان العدل يصبح مائل‪ ،‬والمطمار مهتز‪ ،‬ومقيم العدل منحرف‪،‬‬           ‫فقال جلالته‪ :‬إذا كنت تريد أن تراني بخير فأبقه هنا بدون الرد على ما يقوله‬
      ‫قل لي ماذا يحدث لو أ ّن ك ّيال الغلال عمل لمصلحة نفسه ؟ الا يجب أ ْن يـُق ّدم‬

‫‪33‬‬
   28   29   30   31   32   33   34   35   36   37   38