Page 49 - مجلة التنوير - العدد الثالث - نسخة لمستخدمي الآيفون
P. 49

‫المجلس‬                        ‫لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا‬  ‫المجلس الأعلى للثقافة‬

        ‫مجلــــــــــــــــة‬

        ‫الأسـباب الحقيقيـة للقصـور والخلـل المؤديـة إلـى المبشـرين بالجنـة‪ ،‬هـم «علـي بـن أبـي طالـب»‪،‬‬

        ‫النكبـات والكـوارث‪ ،‬يرفـض فـرج فـودة الإحالـة إلـى و«عبـد الرحمـن بـن عـوف»‪ ،‬و«الزبيـر بـن العوام»‪،‬‬

        ‫«الإ اردة الإلهيـة» التـي يجـب أن يعلـو التسـليم بهـا و«سـعد بـن أبـي وقـاص»‪ ،‬و«طلحـة بـن عبـد الله»‪.‬‬

        ‫هـل الخـاف بيـن عثمـان وهـؤلاء كان خلاًفـا‬                ‫وبقدرتهـا فـوق هـذه التفاسـير‪ .‬ولنـا فـي عـام الرمـاده‬
                                                ‫د ينًّي ـا ؟‬      ‫أسـوة‪ ،‬وفـي طاعـون عمـواس أسـوة‪ ،‬وكلاهمـا حـدث‬
                                                                  ‫فـي عهـد عمـر‪ ،‬وعمـر هـو عمـر‪ ،‬وعهـده هـو العهـد‬
        ‫يطـرح فـرج فـودة السـؤال ويجيـب عنـه‪ :‬قط ًعـا‬             ‫الـذي يعلـو علـى شـبهة غضـب الله علـى عبـاده‬
        ‫لـم يكـن خلاًفـا دينًّيـا‪ ،‬وإنمـا هـى مواقـف سياسـية‬
        ‫صرفـة‪ .‬إن وصـف مـا حـدث علـى أنـه قضايـا‬                                             ‫المؤمنيـن‪( .‬ص‪)22‬‬
        ‫سياسـية قبـل أن تكـون قضايـا دينيـة‪ ،‬إنمـا يحفـظ‬
                                                                  ‫خام ًســا‪ :‬يـرى فـرج فـودة ضـرورة فصـل الديـن‬
                 ‫للديـن رونقـه وجلالـه وهيبتـه وقداسـته‪.‬‬          ‫عـن الدولـة اسـتناًدا إلـى مـا ورد بكتـب التاريـخ‪ ،‬ليـس‬
                                                                  ‫عـن عصـور الحكـم الإسـامي المتأخـرة‪ ،‬بـل فـي‬
        ‫إن مـا وقـع فيـه عثمـان رضـى الله عنـه مـن‬                ‫عصـر الصـدر الأول مـن الإسـام أي ًضـا‪ .‬ويشـرع‬
        ‫أخطـاء لا يمـس عظمـة العقيـدة وسـموها‪ ،‬إنهـا‬              ‫فـرج فـودة فـي سـرد كثيـر مـن الوقائـع التـي كشـفت‬
        ‫كانـت أخطـاء سياسـية وليسـت دينيـة‪( .‬ص‪)24‬‬                 ‫أضـ ارًار نجمـت عـن اختـاط السياسـة بالديـن‪ .‬ففـي‬
                                                                  ‫آخـر عهـد عثمـان ثـار عليـه خمسـة مـن العشـرة‬

                                                              ‫‪49‬‬
   44   45   46   47   48   49   50   51   52   53   54