Page 19 - 777777المنظور السياسي
P. 19
هـذه الأهـداف وغيرهـا لهـا علاقـة وثيقـة بالسياسـة ،وعليـه يعتقـدون أن مسـتوى تطـور مجتمـع مـا مرهـون إلـى حـد
يجـب أن يكـون إعـداد الشـباب سياسـًّيا وفك ًرّيـا مـن أهـم كبيـر بمسـتوى تطـور جامعاتـه.
أهـداف الجامعـة اليـوم. نسـتعرض فـي هـذه الورقـة وجهـات النظـر المختلفـة
حـول دور الجامعـة فـي تشـكيل الوعـي السياسـي للطـاب
وتبـدو أهميـة الـدور السياسـي للجامعـة فـي إعـداد وتنشـئتهم ،وأهميـة دور الجامعـة فـي ذلـك الميـدان ،ومـا
طلابها سياسـًّيا واحتوائهم ليتصدوا للتيا ارت الغريبة على يمكـن أن تقـوم بـه الجامعـات باعتبارهـا قيمـة مضافـة
مجتمعهـم وعاداتهـم ومعتقداتهـم ،وليتمكنـوا مـن التفاعـل فـي ذلـك المجـال للتغلـب علـى تحديـات المسـتقبل مـن
بشـكل فعـال مـع البنيـة التحتيـة الكونيـة ومجتمعـات ص ارعـات وحـروب تت ازيـد فيهـا أهميـة تنميـة الوعـي
المعرفـة؛ ممـا يتطلـب مزيـد تأهيـل وإعـداد ،فـإذا كان السياسـي والديمق ارطـي بيـن جمـوع الشـباب ،باعتبـار أنهـم
الطـاب علـى قـدر كبيـر مـن الإعـداد السياسـي ،ولديهـم
درجة عالية من الوعي ال ارسـخ فإنهم لا يسـتجيبون لمثل القـوى الدافعـة لحركـة المجتمعـات وتقدمهـا.
هـذه التيـا ارت ،وينطلقـون بثبـات فـي عالـم يتطلـب كل
يـوم المزيـد مـن التعلـم والمعرفـة ،وبذلـك تصبـح عمليـة إن تحليل أهداف التعليم الجامعي ،والأدوار ،والوظائف
إعـداد الطـاب سياسـًّيا هـي المطلـب الـذي يضمـن لهـم المنوطـة بالجامعـة ،يشـير إلـى وجـود علاقـة وثيقـة بينهـا
القـوة والصلابـة؛ لأن السياسـية ببسـاطة هـي فـن إدارة وبيـن السياسـة وتأثيـر واضـح علـى الحيـاة السياسـية
الحيـاة ،وكذلـك الشـأن الخـاص والعـام علـى حـّد السـواء، لـكل مـن الفـرد والمجتمـع .فـإذا كان مـن أهـداف التعليـم
وهـذا مـا تؤكـده نتائـج العديـد مـن الد ارسـات المتخصصـة. الجامعـي تنميـة الصفـات الشـخصية للطالـب ،وتعميـق
قد ارتـه الذهنيـة والثقافيـة ،وإعـداده ليكـون ذا شـخصية
وقـد أشـارت بعـض الد ارسـات المتخصصـة إلـى مـا متكاملـة ،وتخريـج جيـل جامعـي قـادر علـى تحمـل
يؤكـد أهميـة هـذا الـدور السياسـي ،وخطـورة عـزل التعليـم المسـئولية ومتفاعـل مـع متغيـ ارت عصـره ،فـإن هـذا مـا
عـن التوعيـة السياسـية؛ لأن ذلـك يسـلب التعليـم دوره يحتـاج إليـه العمـل السياسـي الجـاد المتمتـع بـرؤى واضحة
فـي تنميـة الوعـي والتشـكيل السياسـي للطـاب ،ويفـرغ للمسـتقبل ومتطلباتـه ،فهـو بحاجـة إلـى شـخصية متزنـة،
العمليـة التعليميـة مـن مضمونهـا السياسـي ،ويولـد ف ار ًغـا كمـا أنـه بحاجـة إلـى شـخصية متكاملـة وقـد ارت عقليـة
سياسـًّيا لـدى الأفـ ارد ،وهـذا الفـ ارغ غالًبـا مـا يـؤدي إلـى تؤهـل صاحبهـا للخـوض فـي مجـال العمـل السياسـي.
السـلبية ،واللامبـالاة ،والاغتـ ارب السياسـي؛ وهـي ظواهـر
تعيـق عمليـة التنميـة التـي يسـعى إليهـا المجتمـع ،وقـد وإذا كانـت الجامعـة تسـعى إلـى تخريـج جيـل لديـه القـدرة
كان السـبب الأول لانتشـار هـذه الظواهـر السـلبية هـو علـى التعليـم الذاتـي ،فـإن هـذا التعليـم الذاتـي يفتـح للفـرد
آفاًقـا جديـدة ،قـد تنمـي لديـه رصيـًدا المعرفـة التـي هـي
عـزل التنشـئة السياسـية الاجتماعيـة عـن التعليـم. أسـاس الوعـي؛ فزيـادة التعليـم تقابلهـا زيـادة فـي الوعـي.
وكذلـك فـإذا كان مـن أهـداف الجامعـة حمايـة حقـوق
وقـد اختلفـت الآ ارء ووجهـات النظـر حـول طبيعـة الـدور الطـاب فـي العمـل السياسـي والاجتماعـي وتحسـين
السياسي للجامعة ،فهل الجامعة مسيسة ،أم أن لها دوًار الأنشـطة الطلابيـة ،فهـذه الأنشـطة تُعـد مـن أهـم الوسـائل
فـي التنشـئة السياسـية ،أم أنهـا محايـدة؟ ،وفـي أرينـا يجـب التـي تُسـتخدم لتنشـئة الطـاب سياسـًّيا .وعلـى ذلـك فـإن
الفصـل بيـن وضـع سياسـة تعليميـة تحقـق أهداًفـا معينـة
19

