Page 20 - 777777المنظور السياسي
P. 20
حسـاب دورهـا فـي التنشـئة السياسـية وليـس العكـس، ومضمـون الـدور السياسـي للجامعـات باعتبارهـا حاضنـة
فـا بـد مـن الموازنـة بينهمـا .وهنـا يأتـي دور الأسـاتذة لفئـة عمريـة مـن الشـباب فـي مرحلـة تكويـن مهمـة ،وجـب
القائميـن علـى العمـل بهـا ،ومـع مـا يشـهده العالـم اليـوم علـى الدولـة الاسـتفادة مـن وجودهـم لإعدادهـم للدخـول
مـن تحـولات ومتغيـ ارت وثـو ارت معرفيـة وتكنولوجيـة فـي المجتمـع بشـكل إيجابـي يحقـق المرجـو منـه دون
وعولمـة مت ازيـدة وازديـاد فـي المطالبـة بتحقيق الديمق ارطية محاولـة لاسـتغلال الجامعـة للترويـج لفكـرة أو توجـه
التشـاركية فـي المجتمعـات ،ومـا تشـهده المنطقـة العربيـة معيـن لدعـم هـذا النظـام أو ذاك .لذلـك فهنـاك بعـض
مـن ص ارعـات واضط اربـات ومحـاولات هيمنـة ممنهجـة. الاتجاهـات التـي تتضمـن وجهـات نظـر مختلفـة بشـأن
تـزداد أهميـة الـدور السياسـي للجامعـة ،خصو ًصـا فـي
مجـال تنميـة الوعـي السياسـي والإسـهام فـي التنشـئة طبيعـة ذلـك الـدور ،وذلـك علـى النحـو التالـي:
السياسـية للطـاب. -الاتجـاه الأول :يؤكـد ضـرورة دور الجامعـة فـي
التنشـئة السياسـية؛ حيـث إن للجامعـة وظيفـة اجتماعيـة
•الإجـ ارءات العاجلـة وضرورتهـا كخطـوة لتحقيـق مباشـرة قوامهـا الإسـهام فـي تحقيـق الاسـتق ارر السياسـي
القيمـة المضافـة لـدور الجامعـات: والانسجام الأيديولوجي بين قطاعات المجتمع المختلفة،
ومـن هنـا كان دعـم سـيطرة الدولـة مه ًّمـا ،سـعًيا و ارء
ينبغـي علـى الجامعـات الاعتنـاء بتنميـة الوعـي أهـداف سياسـية منهـا تثقيـف الجامعـة أسـاتذة وطلاًبـا
السياسـي للطـاب الذيـن يمثلـون الشـريحة العمريـة بيـن سياسـًّيا ،وخلـق نـوع مـن الوعـي السياسـي المرتبـط
23 : 18سـنة ،خصو ًصـا مـع ت ازيـد وتيـرة العنـف فـي بأيديولوجيـة النظـام السياسـي القائـم علـى الحفـاظ علـى
المنطقـة العربيـة ،والأحـداث المتواتـرة التـي تنمـي الشـعور الدولـة باعتبـاره إطـاًار قانونًّيـا اجتماعًّيـا ضـد انتشـار
بعـدم الاسـتق ارر وتزيـد مـن التوتـر المجتمعـي الناتـج مؤسسـة العولمـة التـي تعتمـد علـى نمـوذج المؤسسـات
عـن التقلبـات الاقتصاديـة ،لـذا فالحاجـة ماسـة لم ارجعـة الماليـة الكونيـة ،وبمـا يضمـن انضـواء الجامعـة تحـت
الآليـات التـي يمكـن أن يسـتفيد منهـا فـي تنميـة الوعـي اريـة الجهـاز السياسـي الحاكـم ال ارعـي لقيـم المجتمـع
السياسـي بمـا يضمـن إعـداد المواطـن الصالـح الـذي
لديـه رؤيـة ووعـي كافيـان فـي جميـع المجـالات ،بمـا المتفـق عليهـا .التـي لا تتغيـر بتغيـر نظـم الحكـم.
يحقـق أهـداف المجتمـع وفلسـفته وُيسـهم فـي تقدمـه .ومـن
ثـم يمكـن القـول إن هنـاك سـب ًل عـدة تمكـن الجامعـات -الاتجـاه الثانـي :يدعـو لانع ازليـة الجامعـة وتحييدهـا؛
العربيـة مـن تنميـة الوعـي السياسـي للطـاب ،وذلـك علـى حيـث يـرى أن ارتبـاط الجامعـة بالتثقيـف سـوف يؤثـر
علـى باقـي وظائفهـا الأخـرى ،ويخشـى مـن انتشـار بعـض
النحـو التالـي: مظاهر الفساد في الجامعة ،أو الإض ارر بحرية الجامعة
واسـتقلاليتها .ومـن هنـا كان رفـض إشـ ارك الجامعـة فـي
•م ارجعـة القـ ار ارت والقوانيـن المنظمـة للاتحـادات
الطلابيـة وتحديثهـا ،بحيـث تضمـن تمثيـل الطـاب، التنشـئة السياسـية.
ومشـاركتهم ،والتعبيـر عـن آ ارئهـم ووجهـات نظرهـم، يمتلك كل واحد من الاتجاهين السابقين ما يبرره ،لكن
وقـد بـدا هـذا بالفعـل لكـن دون تخطيـط وأهـداف يمكن القول إن للجامعة دوًار علمًّيا وسياسًّيا م ًعا ،يمكن
أن يتواجـدا م ًعـا فـي الجامعـة بحيـث لا يطغـى أحدهمـا
واضح ـة. علـى الآخـر ،فـا يكـون الـدور العلمـي والأكاديمـي علـى
20

