Page 16 - 777777المنظور السياسي
P. 16

‫	•الأح ازب السياسـية في مصر كيانات غير وظيفية‬       ‫فـي الحيـاة السياسـية علـى مقتضـى اتجاهـات المجموعـة‬
‫أو نفعيـة؛ أي ليـس لهـا وظيفـة محـددة تقـوم بهـا‬    ‫التـي تحّقـق مصالحـه وأهدافهـا‪ ،‬متخـًذا منهـا وسـيلة‬
‫فـي المنتظـم السياسـي؛ أي خدمـة المجتمـع‪ ،‬إنمـا‬     ‫لتحقيـق مصالحـه بالتأثيـر علـى السـلطة الرسـمية‪،‬‬
‫تقتصـر وظيفتهـا فقـط علـى خـوض انتخابـات‪،‬‬           ‫وتوجيههـا فـي عمليـة صنـع القـ ارر السياسـي بمـا يلائـم‬
‫والقيـام بأعمـال خيريـة هـي فـي الأسـاس مـن صميـم‬   ‫مصالـح المجموعـة المنتمـي إليهـا‪ ،‬وهنـاك شـروط لتكويـن‬
‫الجمعيـات الأهليـة‪ ،‬لقصـور فـي الثقافـة السياسـية‬   ‫التجمعـات ذوات المصالـح أو الجماعـات الفئويـة المؤثـرة‬
‫لـدى القائميـن علـى إنشـاء هـذه الأحـ ازب‪ ،‬وعـدم‬    ‫داخـل المجتمـع‪ ،‬فـا بـد أن تسـتهدف مصلحـة مشـتركة‪،‬‬
‫القـدرة علـى ربطهـا بدوائـر المصالـح الخاصـة‬        ‫سـواء ماديـة أو معنويـة‪ ،‬وأن تتخـذ مـن المشـاركة مـع‬
‫بالمواطنيـن العادييـن الذيـن يمثلـون القاعـدة‬       ‫الجهـاز الحكومـي وسـيلة لتحقيـق تلـك المصلحـة وفًقـا‬
‫الانتخابيـة لهـا‪ ،‬وهـي مصالـح فـي غالبهـا وظيفيـة‬   ‫للمصلحـة العامـة‪ ،‬وبـا مخالفـة لأهـداف ومصالـح الدولـة‬
‫وليسـت أيديولوجيـة علـى الإطـاق أو هكـذا نعتقـد‪.‬‬    ‫التـي توافـق عليهـا المجتمـع ككل‪ ،‬لهـذه الأسـباب يجـب‬
‫لهـذا تكمـن الأزمـة الحقيقيـة فـي أن دور الأحـ ازب‬  ‫أخـذ اتجاهـات المواطنيـن الثقافيـة فـي الحسـبان؛ حيـث‬
‫بالنسـبة للمواطـن هـو دور شـكلي‪ ،‬يصحبـه ظاهـرة‬      ‫إنهـا تؤثـر فـي نوعيـة مطالبهـم‪ ،‬وكيفيـة التعبيـر‪ ،‬ووسـائل‬
‫أخـرى‪ ،‬وهـي أن هـذه الأحـ ازب تعيـش فـي دوامـة‬      ‫التعبيـر عنهـا‪ .‬ومـع غيـاب هـذا تأثـرت ثقـة المواطـن فـي‬
‫لا تنتهـي مـن الخلافـات الداخليـة‪ ،‬خلافـات تضـع‬     ‫العمليـ�ة السياسـ�ية‪ ،‬وأضعـ�ف الحافـ�ز للمشـ�اركة الفاعلـ�ة‪.‬‬
‫الأحـ ازب السياسـية ومسـتقبلها موضـع تسـاؤل‬
‫مسـتمر عـن جدواهـا؛ ممـا يضعـف الثقـة المتبادلـة‬    ‫وتعـد تجربـة ‪ 2011‬مـن المؤشـ ارت التـي أظهـرت جيـ ًا‬
‫بيـن المواطـن وهـذه المؤسسـات ويضعـف مـن قـدرة‬      ‫مـن الشـباب فـي مصـر يمتلـك طاقـات هائلـة‪ ،‬لكنـه يعاني‬
‫وجـود كـوادر جـادة تسـاهم فـي إنشـاء ت اركـم فـي‬    ‫مـن غيـاب قنـوات مؤسسـية تحتويـه‪ .‬ورغـم الحضـور‬
‫ال أرسـمال البشـري القيـادي المطلـوب لحسـن إدارة‬    ‫القـوي للشـباب فـي لحظـات التغييـر‪ ،‬فـإن مـا تبعهـا مـن‬
                                                    ‫إحبـاط سياسـي كشـف عـن غيـاب بنيـة تنشـئة سياسـية‬
                            ‫مؤسسـات الدولـة‪.‬‬        ‫حقيقيـة تؤسـس لمشـاركة مسـتدامة ومنتظمـة‪ ،‬وهـي‬
                                                    ‫عمليـة لا يصلـح فيهـا اسـتخدام المسـا ارت المختصـرة‬
‫	•الازدواجيـة فـي الخطـاب وتأثيـر الانقسـامات‬
‫الثقافية والتعليمية الناتجة عن التنوع في المنظومة‬                            ‫للوصـول للهـدف المنشـود‪.‬‬
‫التعليميـة علـى الخطـاب السياسـي‪ ،‬وبالتالـي علـى‬
                                                                    ‫ساد ًسا‪ :‬تحديات وإمكانات مستقبلية‪:‬‬
                             ‫تأثيـره المجتمعـي‪.‬‬                                              ‫التحديات‪:‬‬

   ‫	 •هيمنة نمط إعلامي غير متوافق مع أهداف‬          ‫	•استم ارر نمط التنشئة متعددة المصادر في العملية‬
 ‫بناء الإنسان وتناغم هذا البناء مع احتياجات‬         ‫التعليميـة تحديـًدا؛ ممـا يخلـق جـزًار منعزلـ ًة غيـر‬
                                                    ‫متناغمـة مـن أفـ ارد بينهـم فجـوات معرفيـة وقيميـة‬
                ‫الدولة ومجالها الاست ارتيجي‪.‬‬        ‫تعـوق خلـق الهويـة الجامعـة التـي تسـاعد هـذا البلـد‬
                      ‫إمكانات يمكن الاستفادة منها‪:‬‬  ‫فـي اسـتثمار أرسـمالها البشـري علـى أفضـل شـكل‪،‬‬

‫	•تنامـي الوعـي السياسـي لـدى الشـباب بفعـل وسـائل‬       ‫ومـد هـذا لمحيطهـا الإقليمـي المت اربـط معهـا‪.‬‬
                              ‫الإعـلام البديلـ�ة‪.‬‬

                                                    ‫‪16‬‬
   11   12   13   14   15   16   17   18   19   20   21