Page 25 - 777777المنظور السياسي
P. 25

‫علـى مـدى اتسـاع نطـاق المشـاركة وجعلهـا حقوًقـا يتمتـع‬      ‫علـى أسـاس أن الواقـع يجـب أن يتطابـق مـع تفكيـره‬
‫بهـا كل إنسـان فـي المجتمـع‪ .‬كمـا تـؤدي المشـاركة إلـى‬                                             ‫المثالي‪.‬‬
‫مزيـد مـن الاسـتق ارر والنظـام فـي المجتمـع؛ ممـا يـؤدى‬
 ‫بـدوره إلـى توسـيع وتعميـق الإحسـاس بشـرعية النظـام‪.‬‬        ‫	‪5.‬لا يقبـل الضغـط والقهـر مهمـا كانـت الجهـة التـي‬
                                                             ‫تمـارس هـذا الضغـط عليـه سـواء كانـت سـلطة أو‬
‫ذلـك أن المشـاركة تُعطـي الفرصـة لمشـاركة المسـئولين‬         ‫أسـرة‪ ،‬وهـذا السـلوك جـزء مـن العنفـوان الداخلـي‬
‫فـي أعمالهـم؛ ذلـك لأن َمـن لهـم معرفـة وعلـم بمجريـات‬       ‫للشـباب والاعتـداد بالنفـس وعـدم الامتثـال للسـلطة‬
‫الأمـور يمكنهـم الحكـم تما ًمـا علـى مـدى جـودة الأداء مـن‬
‫عدمـه‪ .‬بالإضافـة إلـى أن المشـاركة تدعـم العلاقـة بيـن‬                                      ‫كتوجـ�ه تقدمـ�ي‪.‬‬
‫الفـرد ومجتمعـه‪ .‬الأمـر الـذي سـينعكس بالضـرورة علـى‬
‫شـعوره بالانتمـاء لوطنـه الكبيـر ولمؤسسـاته التعليميـة‪.‬‬      ‫	‪6.‬درجـة عاليـة مـن الديناميكيـة والحيويـة والمرونـة‪،‬‬
‫كما أن المشاركة ستجعلهم أكثر إد ار ًكا لحجم المشكلات‬         ‫المتسـ�مة بالاندفـ�اع‪ ،‬والانطـلاق والتحـ�رر والتضحيـ�ة‪.‬‬
‫المتعلقـة بمجتمعهـم وللإمكانـات المتاحـة لهـا فتفتـح باًبـا‬
‫للتعـاون البنـاء بينهـم وبيـن المؤسسـات التـي سـيتعاملون‬     ‫	‪7.‬بدء التفكير في خيا ارت الحياة والمستقبل‪ ،‬الزواج‪،‬‬
‫معهـا مسـتقب ًل‪ .‬كمـا أنهـا تـؤدي إلـى قيامهـم بتنظيـم‬                                      ‫التعليم‪ ،‬والثروة‪.‬‬
‫أنفسـهم فـي جمعيـات أهليـة تسـاند الهيئـات الحكوميـة فـي‬
‫مقابلـة الاحتياجـات العامـة للجماهيـر ككل‪ ،‬والمشـاركة‬        ‫	‪8.‬اضطـ ارب اتـ ازن الشـخصية وارتفـاع مسـتوى‬
‫مـن خـال الهيئـات التطوعيـة تفتـح فـي بعـض الأحيـان‬          ‫توترهـا؛ حيـث تصبـح معرضـة لانفجـا ارت انفعاليـة‬
‫مياديـن للخدمـات والنشـاط وهـي بذلـك بجانـب إسـهاماتها‬       ‫متتاليـة واختـال علاقاتهـا الاجتماعيـة مـع الأسـرة‬
‫الماديـة والمعنويـة توجـه الأنظـار إلـى مياديـن جديـدة‪،‬‬
‫كمـا أنهـا تزيـد الوعـي السياسـي العـام‪ ،‬كمـا أن المشـاركة‬                             ‫والأصدقـ�اء وغيرهـ�م‪.‬‬

  ‫تعودهـم الحـرص علـى الأمـن القومـي وتفهـم أبعـاده‪.‬‬         ‫	‪9.‬قـدرة علـى الاسـتجابة للمتغيـ ارت مـن حولـه وسـرعة‬
                                                             ‫فـي اسـتيعاب وتقبـل الجديـد المسـتحدث وتبنيـه‬
‫مـن هنـا تبـرز أهميـة البحـث عـن آليـات وشـركاء وأهـداف‬      ‫والدفـاع عنـه‪ ،‬وهـذه السـمات تعكـس قناعـة الشـباب‬
‫واقعيـة للإنجـاز ولـو بشـكل مرحلـي أو اختبـاري‪ ،‬عـن‬          ‫ورغبتـه فـي تغييـر الواقـع الـذي ُوجـد فيـه وإن لـم‬
‫طريـق انتقـاء مجموعـة مـن الإجـ ارءات مـن شـأنها تفعيـل‬
‫دور الجامعـات لإعـداد مواطنيـن فاعليـن قادريـن علـى‬                                     ‫يشـارك فـي صنعـه‪.‬‬
‫تفهم طبيعة منطقتهم وظروفها والتحديات التي تواجههم‪.‬‬
‫ولعـل كل هـذه الأسـباب تدعـو لإقامـة تكتـل إقليمـي عربـي‬     ‫مـن هنـا نؤكـد علـى دور الجامعـات فـي تفعيـل التنشـئة‬
‫للنهـوض بالجامعـات ومؤسسـات التعليـم العالـي كإجـ ارء‬        ‫السياسـية للشـباب لكونهـا شـك ًل مـن أشـكال التعليـم الـذي‬
                                                             ‫يجـب الحصـول عليـه مـن مؤسسـات وطنيـة متخصصـة‬
          ‫مسـتقبلي وقائـي يأخـذ فـي الاعتبـار مـا يلـي‪:‬‬      ‫فـي العمليـة التعليميـة؛ حيـث يتعلـم الشـباب مـن خلالهـا‬
                                                             ‫حقوقهـم وواجباتهـم‪ ،‬وهـذا يـؤدي بـدوره إلـى معرفـة تامـة‬
                                                             ‫وإد ارك كبيـر لهـذه الحقـوق والواجبـات‪ ،‬وإلـى مزيـد مـن‬
                                                             ‫الواقعية والمرونة في مطالبهم‪ .‬فالمشاركة السياسية ترتبط‬
                                                             ‫بالمسـئولية الاجتماعيـة التـي تقـوم علـى أسـاس الموازنـة‬
                                                             ‫بيـن الحقـوق والواجبـات‪ ،‬لذلـك فهـي سـمة مـن سـمات‬
                                                             ‫الُّنظـم التعدديـة؛ حيـث يتوقـف نمـو وتطـور الديمق ارطيـة‬

‫‪25‬‬
   20   21   22   23   24   25   26   27   28   29   30