Page 28 - 777777المنظور السياسي
P. 28
وثيقـة بالممارسـات الثقافيـة التـي يدمجونهـا فـي حياتهـم فـي ضـوء مـا سـبق يمكـن لنـا أن نصـوغ مشـرو ًعا
اليوميـة .ولذلـك ،مـن الضـروري ليـس فقـط ملاحظـة مجتمعًّيـا ُينَّفـذ مـن خـال مؤسسـات التعليـم الوطنيـة
أو توصيـف هـذه التغييـ ارت أو توصيفهـا علـى الموقـع لتحديـد مواصفـات المواطـن المصـري المؤهـل لولـوج هـذا
الإلكترونـي ،بـل أي ًضـا التفكيـر فـي مسـئولية المعلـم فـي
ممارسـة تعليـم شـامل يتسـم بالتجربـة واحتـ ارم التنـوع. العالـم المتنافـس لدرجـة الإقصـاء.
ومـن هـذا المنطلـق ،فـإن أحـد المفاهيـم الحاليـة للفصـل
الد ارسـي هـو أنـه مسـاحة يتـم فيهـا بنـاء تعدديـة مـن •الاعتبا ارت النهائية:
المعرفـة ذات المعنـى والدلالـة الثقافيـة الأصيلـة فـي
ارتباطهـا بالقيـم المجتمعيـة والمناسـبة فـي الوقـت ذاتـه نسج المستقبل :التعليم ،الثقافة ،والشباب:
للعصـر الـذي نعيشـه. علـى مـِّر التاريـخ ،لعـب التعليـم دوًار محاف ًظـا فـي
تشـكيل الهويـة الوطنيـة ،فـي إطـار الخطـاب الأيديولوجـي
فمـن المحتمـل أن عالـم اليـوم ليـس مـن السـهل علـى المهيمـن علـى بعـض المعاييـر والطقـوس والقيـم ذات
الشباب فهمه ،ويرجع ذلك إلى أن المصالح الاقتصادية الطابع القومي ،ولكن فإن الجانب التكويني لا ينبغي أن
العالميـة لمجتمـع معولـم يريـد شـباًبا منغم ًسـا فـي العالـم يركـز فقـط علـى صـون قيـم اجتماعيـة معينـة ،بـل يجـب
الحقيقـي وأولويتـه الاسـتهلاك وليـس الإبـداع والقيـم مـن أن تكـون العمليـة التعليميـة نفسـها مرنـة وديناميكيـة بمـا
أولوياتـه .وهـذا يطـرح رؤيـة غيـر موضوعيـة ،مقولبـة يكفـي لتقبـل الواقـع المتغيـر لمنظومـة القيـم فـي المجتمـع
مـن خـال المسلسـات التلفزيونيـة وألعـاب الفيديـو أو لـكل مجموعـة بشـرية .ولذلـك ،يجـب أوًل فهـم البيئـة
والإنترنـت؛ التـي تحولهـم إلـى سـوق مسـتهدف وتقـدم لهـم الاجتماعيـة والثقافيـة التـي نعيـش فيهـا ومـن ثـم تعزيـز
الجنـس والعنـف والمخـد ارت والموضـة والتربـح السـريع البدائـل نحـو تكويـن أشـخاص أكثـر إنسـانية ،يحترمـون
مـن ممارسـات غيـر أخلاقيـة وغيرهـا مـن المظاهـر البيئـة ،ويتسـامحون مـع الممارسـات الثقافيـة للمجموعـات
الاجتماعيـة السـلبية ،وذلـك لكـي يكونـوا متناغميـن مـع البشـرية الأخـرى والبيئـة التـي يعيشـون ويتعايشـون فيهـا
العصـر؛ ممـا يجعلهـم يعتقـدون أن الماضـي قـد عفـا
عليـه الزمـن ،وأن القيـم الإنسـانية التـي ت اركمـت عبـر بشـ�كل يومـ�ي.
التجـارب الحياتيـة أصبحـت باليـة. ومـن الواضـح أن عمليـات الهويـة تسـتجيب لسـياق
محـدد ،يتشـارك فيـه الأفـ ارد والجماعـات فـي فضـاءات
لهذا ،فإن بناء الهويات ليس موضو ًعا للتحليل البسيط، اجتماعية مختلفة ،من خلال تفاعلهم التواصلي وتوافقهم
إذ علـى سـبيل المثـال ارتـداء قميـص يحمـل شـعار فرقـة ومعارضتهم أو تبعيتهم أو نقدهم؛ ولهذا السبب ُيذكر أن
مـا أو الاسـتماع إلـى موسـيقى الـروك الأجنبيـة أو تنـاول المدرسـة هـي واقـع ثقافـي وسياسـي يمثـل فضـا ًء للتنـازع
«الهامبرجـر» فـي «برجـر كنـج» ،لا يعنـي أنهـم ليسـوا والصـ ارع بيـن الجماعـات المختلفـة؛ حيـث يتـم فيـه بنـاء
متماثليـن مـع بلدهـم .لـذا ،لا يمكـن قيـاس الهويـة الوطنيـة وإعـادة بنـاء المضاميـن الثقافيـة والعلاقـات الاجتماعيـة
فقـط مـن خـال هـذا النـوع مـن المعاييـر فقـط ،فما ينقصنا
فـي مرحلـة مهمـة مـن م ارحـل التكويـن والتشـكيل.
هـ�و فهـ�م ديناميكيـ�ات التغييـ�ر الاجتماعـ�ي.
لذلـك ،مـن الضـروري تحليـل العناصـر القيميـة التـي
تكمـن و ارء سـلوكيات الشـباب ومعانيهـم والتـي لهـا صلـة
28

