Page 29 - 777777المنظور السياسي
P. 29
مصـر كان جـزًءا مـن عمليـة تدريجيـة اَتّسـمت بظهـور فالفصل الد ارسـي هو أحد أنسـب الأماكن للتعرف على
الدولـة الأمـة عبـر فتـرة طويلـة مـن الزمـن ،ت اركمـت فيهـا الطريقـة التـي يتماهـى فيهـا الطـاب ،ككائنـات تنتمـي
تفاعـات أَّدت إلـى تغييـر فـي الحـدود والتواصـل مـع إلـى مجتمـع مـا ،مـع هـذا المجتمـع أو لا؛ لأن هنـاك لا
مسـاحات واسـعة مـن التجمعـات البشـرية التـي سـاهمت يتشـارك كل مـن المتعلميـن والمعلميـن المعرفـة فحسـب،
مـن خـال تفاعـل إيجابـي فـي خلـق مسـاحة جغ ارفيـة بـل يتشـاركون أي ًضـا القيـم والمواقـف التـي تُشـكل جـزًءا
متعاونـة ومتناغمـة فـي إطـار مـن التنـوع الخـاق شـَّكل مـن هويتهـم .وبالمثـل ،يتلقـى الشـباب إسـهامات ثقافيـة
مجـاًل حيوًّيـا اسـت ارتيجًّيا؛ ممـا عـَّزز طابـع الانتمـاء إلـى مختلفـة تحـدد هويتهـم وتميزهـم فـي الوقـت نفسـه عـن
إقليـم معيـن؛ سـمح حتـى الآن بالحفـاظ علـى متخيـل
وطنـي واسـع يشـمل المنطقـة العربيـة ككل وكذلـك الُبعـد الفئـ�ات الاجتماعيـ�ة الأخـ�رى.
الإفريقـي والـذي بـدوره يتطـور ويتغيـر يومًّيـا ،وللحفـاظ
علـى أهميتـه ومعنـاه فـإن عمليـة البنـاء ل ُهِوَّيـة الإنسـان •ال ُهِوَّيـة الوطنيـة للشـباب ..السـياقات التاريخيـة
تتطلـب دوًمـا الحفـاظ علـى البنـاء التاريخي-الجغ ارفـي والجغ ارفيـة وأهميتهـا:
لعمليـة بنـاء ال ُهِوَّيـة مـن خـال خلـق منـاخ ملائـم
لاسـتيعاب التنوع الثقافي لمكونات المنطقة التي سـاهمنا ال ُهِوَّيـة هـي نتـاج عمليـة بنـاء وإعـادة بنـاء ال ُهِوَّيـة علـى
فـي تشـكيلها وسـاهمت هـي أي ًضـا فـي تشـكيلنا ،ولـن يتـم مـِّر الزمـن ترتبـط ارتبا ًطـا وثيًقـا بالخصوصيـات الثقافيـة
هـذا إلا مـن خـال تنشـئة اجتماعيـة مدروسـة وتحـت لـكل منطقـة جغ ارفيـة ،والخصائـص التـي تحـدد ُهِوَّيـة
رعايـة الدولـة بشـكل مباشـر. الشـ�عوب فـ�ي لحظـ�ة تاريخيـ�ة معينـ�ة.
ولذلـك ،تجـدر الإشـارة إلـى أن ال ُهِوَّيـة الوطنيـة تسـمح فـي هـذا البنـاء ،تتطابـق الجغ ارفيـا مـع التاريـخ ،من أجل
لأعضـاء مجموعـة اجتماعيـة مـا أن يتقاسـموا تاري ًخـا تفسـير وفهـم ماضـي شـعب مـا فيمـا يتعلـق بالعناصـر
مشـترًكا وأر ًضـا مشـتركة ،فضـ ًا عـن عناصـر اجتماعيـة المكانيـة والاجتماعيـة والاقتصاديـة والسياسـية والثقافيـة
ثقافيـة أخـرى ،مثـل اللغـة والديـن العـادات والمؤسسـات
الاجتماعيـة التـي يجـب وضعهـا فـي الاعتبـار عنـد إعـادة التـي تـَّم تعديلهـا علـى مـِّر الزمـن.
بنـاء الإنسـان وُهِوَّيتـه الجمعيـة فـي هـذا العصـر لينشـأ
منتظ ًمـا طبيعًّيـا ناشـًئا مـن بيئتـه؛ ممـا يحقـق اسـتق ارًار سـمحت الجغ ارفيـا ،إلـى جانـب التاريـخ ،بمعرفـة طبيعـة
الإقليـم وماضيـه ،وهمـا عنصـ ارن لا غنـى عنهمـا
سياسـًّيا واجتماعًّيـا. فـي عمليـات البنـاء الوطنـي للإنسـان ،كل هـذا يمكـن
ملاحظتـه فـي الكتـب الجغ ارفيـة وفـي تلـك المسـتخدمة
•الهوية الوطنية ..الحفاظ أم التغيير؟ فـي تدريـس التخصصـات ،وكذلـك فـي المـواد الخ ارئطيـة
التـي تُحـدد علاقـة الفـرد بـالأرض وطبيعتهـا ومواردهـا
مـن وجهـة نظـر محافظـة ،أو يمكـن القـول مـن وجهـة التـي تحـدد الوفـرة والنـدرة وعلاقتـه بمحيطـه ومجالـه
نظـر جوهريـة ،تشـير ال ُهِوَّيـة الوطنيـة إلـى الشـعور الحيـوي الـازم لبقائـه لتحديـد كيفيـة توظيـف هـذه المـوارد
بالانتمـاء الـذي يتجـاوز الوجدانـي؛ وهنـا الالتـ ازم يقع على
وتعظيـم الاسـتفادة منهـا.
وفـي هـذا الصـدد ،فـإن نشـوء ال ُهِوَّيـة الوطنيـة فـي
29

