Page 6 - 777777المنظور السياسي
P. 6
الاجتماعـي ،وهـي ظاهـرة تلعـب مـن خلالهـا وسـائل •التعريف الإج ارئي لمفهوم بناء الإنسان:
الإعلام الجماهيري -مثل التلفزيون الكابلي أو الفضائي
والأقمـار الصناعيـة والإنترنـت وغيرهـا -دوًار مه ًّمـا يشـير بنـاء الإنسـان إلـى عمليـة متعـددة الأبعـاد تهـدف
فـي تبـادل المعلومـات وتدفـق الأفـكار والمعرفـة والقيـم، إلـى إعـداد الفـرد وتأهيلـه بدنًّيـا ،نفسـًّيا ،معرفًّيـا ،وقيمًّيـا
وبالتالـي فـإن البيئـة الثقافيـة تتغيـر بوتيـرة متسـارعة ومـن ليصبـح عضـًوا منت ًجـا فـي المجتمـع ،وقـادًار علـى
وجهـة النظـر هـذه ،تعتبـر مسـئولة عـن ترويـج صـور التفاعـل الإيجابـي مـع التحديـات التنمويـة والاجتماعيـة
نمطيـة خاطئـة عـن أوضـاع الشـباب ،واسـتحداث قيـم والاقتصاديـة ،وقـد تعقـدت العمليـة التأهيليـة فـي ظـل
وممارسـات أجنبيـة تعيـق تطـور الهويـات ،والترويـج اتسـاع دائـرة التواصـل والتبـادل المعرفـي فـي عصرنـا
للممارسات الاستهلاكية الأنانية والسطحية التي تخدم هـذا ،وتتـم هـذه العمليـة عبـر شـبكة متكاملـة مـن
مصالـح تجاريـة فقـط ،بالإضافـة إلـى ذلـك نشـر ثقافـة المؤسسـات تشـمل الأسـرة والمدرسـة والإعـام والمجتمـع
النـدرة الناتجـة عـن إعطـاء الإحسـاس المسـتمر بالنقصـان الأهلـي ،لتنتـج مواطًنـا واثًقـا بذاتـه ،منتمًيـا لوطنـه،
تجـاه المزيـد مـن متطلبـات التكنولوجيـا وتوابعهـا؛ ممـا
يعمـل علـى زيـادة التنافسـية لامتـاك هـذه المسـتجدات وملتزًمـا بواجباتـه وحقوقـه.
•العالم الجديد وتحدياته:
دون إتاحـة الوقـت لاسـتيعابها.
فالعالـم فـي الوقـت الحاضـر أصبـح مختلًفـا ،وفـي تغيـر
لـذا ،يجـب النظـر إلـى تأثيـر وسـائل الإعـام كمحـور مسـتمر ،والأحـداث التـي تحـدث علـى أسـاس يومـي فـي
إشـكالي فـي بنـاء الهويـات الوطنيـة ،وليـس فقـط تلـك بلدنـا مرتبطـة بالأوضـاع التـي تحـدث فـي أماكـن أخـرى
المواقـف التـي تميـل إلـى تحملهـا مسـئولية عـن تجانـس علـى هـذا الكوكـب ،والتفاعـات المركبـة بيـن مكونـات
عقليات جمهورها من خلال تقديم نفس المضامين لجميع هـذا العصـر هـي المسـئولة عـن هـذه الظاهـرة؛ حيـث
الأفـ ارد ،ففـي هـذا الصـدد ،هنـاك محـاولات قليلـة للتحقيـق إنهـا لا تشـمل الجوانـب الاقتصاديـة فحسـب ،بـل تشـمل
فـي الطريقـة التـي يسـتخدم بهـا الشـباب مثـ ًا وسـائل أي ًضـا الجوانـب السياسـية والاجتماعيـة وحتـى الثقافيـة،
الإعـام والمعانـي والقيـم التـي يسـتمدونها منهـا ،وبـدًل مـن
ذلـك ُيفسـر الأمـر علـى أنهـم فـي هـذه العلاقـة هـم ضحايـا بكثافـة ونطـاق مت ازيـد.
سـلبيون ومسـتقلون للآثـار السـلبية لوسـائل الإعـام. فالتغي ارت التي لوحظت في السنوات الأخيرة ،مع التقدم
التكنولوجـي والزيـادة فـي العلاقـات التجاريـة وحـركات
مـن هـذا المنظـور ،نلاحـظ أن بلدنـا يندمـج أكثـر فأكثـر الهجـرة والتحـولات السياسـية والاقتصاديـة ،لـم تـؤد فقـط
فـي السـياق العالمـي للاعتمـاد المتبـادل ،مـع تكثيـف إلـى تكامـل عالمـي أكبـر ،بـل أَّدت أي ًضـا إلـى ت اربـط نسـبي
العلاقـات الأكثـر انفتا ًحـا ونشـا ًطا مـع المجتمـع الدولـي، يصـل عملًّيـا إلـى جميـع جوانـب الحيـاة الاجتماعيـة؛
وتعطـي هـذه العمليـة أهميـة أكبـر للحاجـة إلـى تحليـل الاقتصـاد والسياسـة والبيئـة والاتصـالات والثقافـة ،وحتـى
هـذه الظاهـرة مـن منظـور قيمـي يسـتند إلـى روابـط جديـدة ظاهـرة ال ُهِوَّيـة الخـاص بـكل مجتمـع ،والتـي لهـا تأثيـر
مـع البلـدان والثقافـات الأخـرى؛ كمـا أنهـا ترتبـط بشـكل
أوثـق بمتطلبـات المجتمـع الـذي يتغيـر وسـيتغير بشـكل مباشـر علـى تجانسـه وتناغـم العلاقـات فيـه.
مكثـف فـي السـنوات المقبلـة. وتزيـد هـذه التفاعـات مـن حـَّدة عمليـات التغيـر
6

