Page 7 - 777777المنظور السياسي
P. 7
والثقافيـة التـي تؤثـر علـى عمليـات بنـاء الهويـة ومـن بالنسـبة لبعـض القطاعـات الاجتماعيـة ،فـإن ظاهـرة
ثَـم بنـاء الإنسـان ،وفـي مواجهـة هـذا الوضـع التاريخـي النمطيـة الثقافيـة لهـا تأثيـر علـى مـا يسـمى بأزمـة الهويـة؛
الـذي يظهـر لنـا حقيقـة الاندمـاج فمـن الضـروري تحليـل حيـث تـم تبنـي مواقـف وسـلوكيات غيـر متناغمـة مـع
موقـع الشـاب فـي كل هـذا التشـابك مـن التغيـ ارت ،لأننـا الواقـع المصـري ،وعلـى مـدى العقـود الماضيـة ،تعـرض
علينـا تحديـد تحديـات المربـي فـي هـذا السـياق العالمـي جـزء كبيـر مـن المجتمـع المصـري لعمليـة متسـارعة
الجديـد ،والمشـكلات التـي قـد تواجـه الشـباب فـي القـرن مـن التشـوه فـي عاداتـه ومواقفـه؛ نظـًار لتعـدد مصـادر
الحـادي والعشـرين إذا كان هنـاك رغبـة حقيقيـة لبنـاء
هـذا الإنسـان القـوي فـي ذاتـه القـادر علـى أن يقـوي بفعلـه المدخـات المعرفيـة والقيميـة.
مـن حولـه ،ويواجـه التحديـات والمسـتجدات. مـن وجهـة النظـر هـذه ،يتـم تقديـم التفاعـات العالميـة
كعملية توحيدية داخل الأمم ومع ذلك ،فالواقع قد يعكس
لهذا ،لا يمكن الحديث عن بناء إنسـان معاصر ،قوي سلسـلة من التناقضات داخل الدول القومية ،الأمر الذي
فـي ذاتـه ،متماسـك فـي هويتـه ،وفاعـل فـي مجتمعـه، أدى إلـى ممارسـات تمييزيـة تجـاه بعـض الفئـات المهمشـة
دون الإعـاء مـن شـأن التنشـئة الاجتماعيـة السياسـية فـي المجتمـع ،وعلـى الرغـم مـن حقيقـة أن الخطـاب
بوصفهـا الإطـار البنيـوي الـذي تُصـاغ مـن خلالـه العالمـي ُيقـدم علـى أنـه خطـاب موحـد (للاقتصـادات،
منظومـة القيـم ،وأنمـاط التفكيـر ،ومهـا ارت التفاعـل مـع الأسـواق ،والحـدود ،وغيرهـا) ،فإنـه فـي الواقـع تحـدث
الواقـع .فالتنشـئة ليسـت مجـرد نقـل للمعرفـة أو تلقيـن أوضـاع مختلفـة تما ًمـا ،وعمليـات ك ارهيـة وتمييـز
للـولاء ،بـل هـي مشـروع تكوينـي متكامـل ُيسـهم فـي اجتماعي بشـكل عام أصبحت أكثر حدة ،وأصبح أكثر
صناعـة شـخصية وطنيـة مسـتقلة ،وواعيـة ،ومبـادرة، فأكثـر عال ًمـا مسـتقطًبا؛ حيـث لا يوجـد سـوى المسـتبعدين
ومتصالحـة مـع ذاتهـا ومجتمعهـا. والمشـمولين بالرعايـة ،وهـذا أمـر متناقـض.
ومن هذا المنطلق ،فإن أي رغبة جادة في بناء إنسـان ازد خطـاب التجانـس الثقافـي ،القائـم علـى مبـادئ مثـل
قـادر علـى مواجهـة التحـولات المتسـارعة ،والتحديـات الفرديـة والنزعـة الاسـتهلاكية؛ حيـث يجـد فـي الشـباب
المتجـددة ،لا بـد أن تنطلـق مـن اسـتثمار عميـق فـي أحـد أكثـر القطاعـات تقبـ ًا للأفـكار الجديـدة ،والتبـادلات
التنشـئة السياسـية متعـددة الأبعـاد ،التـي تُرّسـخ لديـه التـي تحـدث مـن خـال عمليـة التفاعـل الاجتماعـي؛ ذلـك
الإيمـان بالحريـة والمسـئولية ،وتمّكنـه مـن تحويـل الفهـم لأن الشـباب يعتبـرون مشـاركين ومسـاهمين فـي هـذه
إلـى فعـل ،والوعـي إلـى مسـاهمة ،والانتمـاء إلـى قـوة العلاقـة ،بفضـل عمليـة التنشـئة الاجتماعيـة الخادمـة
فاعلـة تُعيـد تشـكيل محيطـه الاجتماعـي والثقافـي. لهـذه المبـادئ.
إنـه الإنسـان الـذي لا يكتفـي بـأن يكـون متأقل ًمـا مـع الواقـع، لذلـك ،علـى الرغـم مـن أنـه صحيـح أن الجانـب
بـل ُيصبـح قـادًار علـى التأثيـر فيـه ،وعلـى بنـاء دوائـر مـن الاقتصـادي مهـم فـي السـياق التاريخـي لظهـور هـذا
التمكيـن تبـدأ مـن ذاتـه ولا تنتهـي عنـد مجتمعـه ووطنـه، العالـم النمطـي الجديـد ،فإنـه ليـس المتغيـر الوحيـد الـذي
فـي ظـل قيـم وطنيـة وإنسـانية تشـّكل درًعـا واقًيـا أمـام أيـة يجـب أن ُيؤخـذ فـي الاعتبـار؛ حيـث إن هنـاك عناصـر
محـاولات لتفكيـك الهويـة أو إضعـاف التماسـك الوطنـي. أخـرى مهمـة مثـل الجوانـب الاجتماعيـة والسياسـية
7

