Page 86 - 777777المنظور السياسي
P. 86

‫ووضـع حـد للعنـف المت ازيـد الـذى يسـعى لتقويـض أركان‬          ‫الحكـم آليـة لمحاسـبة رئيـس الدولـة وتحقيـق التـوازن‬
‫الدولـة المصريـة‪ ،‬فضـا عـن أن وجـود رمـز للدولـة‬               ‫بيـن السـلطات وضمـان الاسـتقلال للقضـاء وأى مسـئول‬
‫فـى هـذا المنصـب الأهـم سـيعنى الانتقـال مـن الشـرعية‬          ‫يخطـئ سـيكون مصيـره العـزل‪ ،‬وتضمـن الدسـتور ‪٢٠‬‬
‫الثوريـة إلـى الشـرعية المؤسسـية تصحيحـا للمسـار الـذى‬         ‫مـادة بهـا نـص « تلتـزم الدولـة» ممـا يترتـب عليـه ترتيـب‬
‫تبنتـه الدولـة فـى الفتـرة الانتقاليـة الأولـى بعـد ‪ 25‬ينايـر‬  ‫الت ازمـات محـددة‪ .‬كمـا حـدد نسـب مـن الناتـج الإجمالـى‬
‫والـذى بـدأ بالانتخابـات البرلمانيـة ثـم الرئاسـية ثـم وضـع‬    ‫للدولـة للإنفـاق علـى الصحـة والتعليـم‪ .‬وأن المواطـن‬
‫دسـتور‪ ،‬وهـو التوجـه الـذى مثـل خبـرة سـلبية فـى العقـل‬        ‫فـى حالـة الطـوارئ لا بـد مـن إسـعافه وعلاجـه‪ .‬ويحتـرم‬
‫الجمعـى المصـرى وربمـا أسـهم فـى كل الإخفاقـات التـى‬           ‫حقـوق الشـباب‪ ،‬والمـ أرة‪ ،‬والصياديـن والعمـال وخصوصـا‬
‫منيـت بهـا العمليـة السياسـية لاحقـا‪ .‬يضـاف إلـى ذلـك‬          ‫العمالـة غيـر المنتظمـة لأنهـا الطـرف الأضعـف فـى‬
‫أن انتخـاب رئيـس جديـد يتماشـى إلـى حـد كبيـر مـع‬              ‫علاقـة العمـل مـن خـال النـص علـى تأميـن صحـى‬
‫المـ ازج المصـرى العـام الـذى يرتبـط بوجـود شـخصية قويـة‬       ‫واجتماعـى بمـا يضاهـى أفضـل دسـاتير العالـم؛ فهـو‬
‫علـى أرس الحكـم‪ ،‬فـي مواجهـة مـا يعانـى مـن توتـ ارت‬           ‫يعـزز الحقـوق والحريـات‪ ،‬ويجـرم جميـع أشـكال التمييـز‪،‬‬
‫وإحباطـات وخـوف نتيجـة أحـداث العنـف المتناميـة‬
‫والحـرب علـى الإرهـاب والص ارعـات السياسـية المعقـدة‬                    ‫وترجـم طموحـات المواطنيـن لمـواد دسـتورية‪.‬‬
‫التـى شـهدتها السـاحة المصريـة‪ ،‬وهـو مـا ينعكـس بشـكل‬
                                                                              ‫	 •الانتخابات الرئاسية ‪:2014‬‬
             ‫مباشـر علـى تعزيـز الاسـتق ارر السياسـى‪.‬‬
                                                               ‫لأول مـرة فـى تاريـخ مصـر يتـم عـزل رئيسـين متتاليـن‬
‫وقـد أجريـت الانتخابـات الرئاسـية فـى يومـى ‪ 26‬و‬               ‫فـى أقـل مـن ثـاث سـنوات مـن خـال الإ اردة الشـعبية؛‬
‫‪ 27‬مايـو ‪ 2014‬بيـن مرشـحين همـا المشـير عبـد‬                   ‫ممـا أضفـى علـى تلـك الانتخابـات أهميـة مت ازيـدة‪ .‬إن‬
‫الفتـاح السيسـى‪ ،‬والسـيد حمديـن صباحـى ومثلـت نسـبة‬            ‫خارطـة الطريـق التـى أُطلقـت فـى الثالـث مـن يوليـو‬
‫المشـاركة ‪ % 47,45‬وهى أعلى من نسـبة المشـاركة فى‬               ‫‪ 2013‬بتوافـق القـوى الوطنيـة المشـاركة فـى الثـورة قـد‬
                                                               ‫أقرت فى البند (‪ )6‬فقرة «ج» «بإج ارء انتخابات رئاسية‬
 ‫الاسـتفتاء علـى دسـتور ثـورة ‪ 30‬يونيـو وكانـت‪38,6‬‬             ‫مبكـرة علـى أن يتولـى رئيـس المحكمـة الدسـتورية العليـا‬
‫‪ %‬وأعلنـت لجنـة الانتخابـات الرئاسـية فـوز المرشـح‬             ‫إدارة شـئون البـاد لحيـن انتخـاب رئيـس جديـد» كمـا‬
‫عبـد الفتـاح السيسـى بنسـبة ‪ % 96,91‬مقابـل ‪3,09‬‬                ‫تـرك دسـتور ‪ 2014‬الأمـر لاختيـا ارت رئيـس الجمهوريـة‬
‫‪ %‬لصباحـى مـن الأصـوات الصحيحـة‪ .‬وبلغـت نسـبة‬                  ‫لتحديد أيهما أولا الانتخابات الرئاسية أم البرلمانية‪ .‬غير‬
‫الأصـوات الباطلـة ‪ %4,07‬ممـن أدلـوا بأصواتهـم‪ .‬ويؤخـذ‬          ‫أن الحسـم اسـتند إلـى خارطـة الطريـق باعتبارهـا وثيقـة‬
‫فـى الاعتبـار أن هـذا الاسـتحقاق تعلـق بقضيـة اختيـار‬          ‫توافقـت عليهـا القـوى الوطنيـة وأيضـا نتائـج اللقـاءات‬
‫رئيـس لـكل المصرييـن‪ ،‬ليسـت مرتبطـة بشـحذ دينـى أو‬             ‫الأربعـة التـى عقدهـا الرئيـس المؤقـت عدلـى منصـور مـع‬
‫تعصبـات أو مشـاحنات وتنافـس بيـن أحـ ازب سياسـية‪،‬‬              ‫مختلـف أطيـاف المجتمـع المصـرى وممثلـى المحافظـات‬
‫وبالتالـى فنسـبة الحشـد والضغـط والاسـتقطاب كانـت‬              ‫المصريـة أسـفرت عـن تفضيـل غالبيـة المشـاركين لإجـ ارء‬
                                                               ‫الانتخابات الرئاسـية أولا بهدف دعم الاسـتق ارر السياسـى‬
          ‫مت ارجعـة لحسـاب الوعـى والحـس الوطنـى‪.‬‬

                                                               ‫‪86‬‬
   81   82   83   84   85   86   87   88   89   90   91