Page 84 - 777777المنظور السياسي
P. 84
مثـل الدخـل ،والمهنـة ،والنـوع ،والتعليـم ،ودور الأسـرة آخـر «أنهـا عمليـة تشـمل جميـع صـور اشـت ارك أو
فـى التنشـئة السياسـية ،وتوجهـات المواطنيـن نحـو إسـهامات المواطنيـن فـى توجيـه عمـل أجهـزه الحكومـة
المشـاركة لأسـباب شـخصية مثـل تحقيـق مكانـة مرموقـة أو أجهـزة الحكـم المحلـى لمباشـرة القيـام بالمهـام التـي
فـى المجتمـع ،ومـن ثـم كل هـذه المحـددات لهـا تأثيرهـا يتطلبهـا المجتمـع سـواء كانـت طبيعتهـا استشـارية أو
ووزنهـا النسـبى علـى عمليـة المشـاركة السياسـية حيـث تقريريـة أو تنفيذيـة أو رقابيـة سـواء كانـت المسـاهمه
تت اربـط وتتشـابك لتؤثـر بالزيـادة أو النقصـان. مباشـرة أو غيـر مباشـرة».
فـى السـياق ذاتـه ،تشـير الأدبيـات إلـى أهميـة المشـاركة وتعـرف المشـاركة السياسـية لـدى البعـض الآخـر بأنهـا
الانتخابيـة وتتمثـل فـى شـعور الناخـب بمـدى تأثيـر «الجهـود التطوعيـة المنظمـة التـى تتصـل بعمليـات
صوتـه فـى العمليـة الانتخابيـة ،وكلمـا كان لصوتـه تأثيـر اختيـار القيـادات السياسـية ،وصنـع السياسـات ووضـع
قـوي انعكـس ذلـك علـى صنـع القـ ارر السياسـى فـى الخطـط وتنفيـذ الب ارمـج والمشـروعات سـواء علـى
مختلـف المسـتويات .وإد اركـه بأهميـة صوتـه فـي تغييـر المسـتوى الخدمـى أو علـى المسـتوى الإنتاجـى كذلـك
السياسـات ،ووضـع الوطـن فـى الاتجـاه الـذى يريـده.
علـى المسـتوى المحلـى أو المسـتوى القومـى».
كمـا أن المشـاركة السياسـية لا تنبـع مـن مجـرد رغبـة وتتطلـب المشـاركة السياسـية الديمق ارطيـة توفيـر
الناخـب فـى ممارسـة حقـه الانتخابـى ،وإنمـا تنبـع مـن ظـروف موضوعيـة معينـة ثقافيـة واقتصاديـة واجتماعيـة
وجـود وعـى سياسـى واجتماعـى يتشـكل تدريجيـا داخـل وسياسـية ،بمعنـى توافـر إطـار ثقافـى يضـم مجموعـة مـن
المجتمـع .ويتطـور هـذا السـلوك السياسـى مـن خـال القيـم والاتجاهـات التـى تضمـن للأفـ ارد حـدا أدنـى مـن
علاقـة المواطنـة التـى تربـط بيـن الفـرد والدولـة وتسـمح المعرفـة السياسـة والاهتمـام بالقضايـا السياسـية ،إلـى
بوجـود المواطـن النشـط فـي المشـاركة ومسـاواته فـى هـذا جانـب سـياق اقتصـادى واجتماعـى يكفـل التحـرر مـن
الحـق مـع جميـع المواطنيـن الآخريـن بغـض النظـر عـن الحاجـة والعـوز والفقـر ويضمـن حـدا أدنـى مـن مسـتوى
الانتمـاءات الأوليـة .فمشـاركة المواطنيـن بغـض النظـر التعليـم ،ثـم منـاخ سياسـى يضمـن حريـة التعبيـر والـ أرى
عـن انتماءاتهـم تـؤدى إلـى توسـيع دائـرة المواطنـة وكسـر
الحواجـز المناطقيـة والاجتماعيـة والطائفيـة وترسـيخ وينظـم أشـكال وأسـاليب المشـاركة السياسـية.
الحقـوق السياسـية علـى قـدم المسـاواة ،كمـا أن المشـاركة
السياسـية ضـرورة لتمكيـن الأفـ ارد مـن اختيـار السياسـيين بنـاء علـى ذلـك ،تعـد المشـاركة السياسـية مـن الظواهـر
وم ارقبتهـم وإبعادهـم إذا مـا دعـت الضـرورة إلـى ذلـك المعقـدة التـى تتأثـر بالعديـد مـن المتغيـ ارت التـى تلعـب
إضافـة إلـى أنهـا تضفـى الشـرعية علـى الحكـم ،وتعـزز دو ار فـى تحديـد درجـة ومسـتوى المشـاركة ،فتختلـف
حـق الشـعب فـى المسـاهمة بصياغـة السياسـات العامـة درجـات ومظاهـر المشـاركة مـن فـرد لآخـر ،ومـن
للدولـة وتحديـد موقفـه تجـاه القضايـا المهمـة وتجنـب منطقـة لأخـرى ،ومـن دولـة لأخـرى وذلـك وفقـا لطبيعـة
النظـام السياسـى وجـود معارضـة تعمـل خـارج القنـوات النظـام السياسـى والبيئـة السياسـية المحفـزة أو المقيـدة
لعمليـة المشـاركة ،والثقافـة السياسـية السـائدة فـى
الشـرعية قـد تهـدد وجـوده. المجتمـع بالإضافـة إلـى المتغيـ ارت الفرديـة التـى تؤثـر
علـى المواطـن نفسـه سـواء اقتصاديـة أو اجتماعيـه
84

