Page 85 - 777777المنظور السياسي
P. 85

‫الأولويـات وكلمـا اتسـعت فـرص المشـاركة تقـل عمليـة‬            ‫مـن ازويـة أخـرى‪ ،‬تسـهم المشـاركة السياسـية بوصفهـا‬
‫إسـاءة اسـتخدام السـلطة تجـاه المواطنيـن وتتحقـق قيـم‬          ‫أهـم آليـات الديمق ارطيـة فـى تعزيـز الاسـتق ارر الـذى يعنـى‬
‫المسـاواة والحريـة وبنـاء شـخصية المواطنيـن علـى أسـس‬          ‫التـوازن والرسـوخ وثبـات الوضـع السياسـى والاجتماعـى‬
‫العدالـة والمواطنـة‪ .‬وانعكسـت تلـك الأهميـة للمشـاركة فـى‬      ‫بحيـث لا يطـ أر عليـه تغييـر فجائـى أو جـذرى‪ ،‬وغيـاب‬
‫المواثيـق الدوليـة منـذ الإعـان العالمـي لحقـوق الإنسـان‬       ‫العنـف أو الإضط اربـات يشـير أيضـا إلـى قـدرة النظـام‬
                                                               ‫السياسـى علـى التعامـل بنجـاح مـع الأزمـات التـى‬
           ‫عـام ‪ 1948‬والتـى أكـدت علـى هـذا الحـق‪.‬‬             ‫تواجهـه وقدرتـه علـى إدارة الدولـة وتلبيـة الحـد الأدنـى‬

‫	•ثانيــا‪ :‬المشــاركة السياســية فــى الاســتحقاقات‬                                              ‫مـن الاحتياجـات‪.‬‬
            ‫الانتحابيــة بعــد ثــورة ‪ 30‬يونيــو‪:‬‬

             ‫بلغ عددها ثمانية استحقاقات كما يلى‪:‬‬               ‫وكلمـا ازدت المشـاركه السياسـية يزيـد الاسـتق ارر‬
                  ‫	 •الاستفتاء على الدستور ‪:2014‬‬               ‫السياسـى لأنهـا تسـمح بتـداول السـلطة وتضفـى عليهـا‬
                                                               ‫الشـرعية وتفتـح قنـوات الحـوار المسـتمر بيـن السـلطة‬
  ‫الدسـتور هـو مجموعـة القواعـد التـى تبيـن نظـام الحكـم‬       ‫والمواطنيـن‪ ،‬كمـا أن المشـاركة السياسـية عندمـا تعـزز‬
  ‫فـى الدولـة والعلاقـة بيـن السـلطات وصلاحيـات كل‬             ‫ولاء وانتمـاء المواطنيـن تجعلهـم لا يطالبـون فقـط‬
  ‫منهـا‪ ،‬وتقـرر للمواطنيـن حقوقهـم وح اريتهـم وفـى المقابـل‬    ‫بحقوقهـم‪ ،‬بـل يقومـون أيضـا بواجباتهـم بمـا يحقـق التـوازن‬
  ‫واجباتهـم‪ .‬فالدسـتور هـو مشـروع للت ارضـى والتوافـق‬          ‫بيـن الحقـوق والواجبـات ويعـزز المواطنـة ويوفـر البيئـة‬
  ‫العـام‪ ،‬وأى مجتمـع يتحـول نحـو الديمق ارطيـة يصبـح‬
                                                                                                ‫الحاضنـة للتنميـة‪.‬‬
                              ‫الدسـتور هـو المرجعيـة‪.‬‬
                                                               ‫فالمشـاركة السياسـية مبـدأ مـن مبـادئ تنميـة المجتمـع‬
  ‫وقامـت ثـورة ‪ 30‬يونيـو ومثلـت لجنـة إعـداد الدسـتور كل‬       ‫وبنـاء وعـى المواطنيـن لأن التنميـة الناجحـة لا تتـم‬
  ‫فئـات المجتمـع بمـا سـمح بقـدر كبيـر مـن التوافـق‪ ،‬فاللجنـة‬  ‫بـدون مشـاركة والتـى باتـت معيـا ار للحكـم علـى كفـاءة‬
  ‫تكونـت مـن خمسـين عضـًوا يمثلـون كل فئـات المجتمـع‬           ‫السياسـات التنمويـة التـى تنتهجهـا الأنظمـة السياسـية‪،‬‬
  ‫وطوائفـه وتنوعاتـه السـكانية‪ ،‬والتزمـت بطـرح المشـروع‬        ‫ومـن ثـم تصنيفهـا إلـى متقدمـة أو تقليديـة‪ ،‬وتتفـق‬
  ‫النهائـى للحـوار المجتمعـى‪ ،‬وتـم تحديـد يومـى ‪ 14‬و‪15‬‬         ‫الد ارسـات الاقتصاديـة مـع ذلـك وتشـير إلـى أن البيئـة‬
  ‫ينايـر ‪ 2014‬للاسـتفتاء علـى مشـروع الدسـتور‪ .‬وكانـت‬          ‫السياسـية غيـر المسـتقرة سـوف تقلـل تدفـق الاسـتثمار‬
  ‫نسـبة الحضـور ‪ %38,6‬مـن الهيئـة الناخبـة وهـى نسـبة‬          ‫وسـرعة التنميـة الاقتصاديـة‪ ،‬ومـن ثـم فالتطلـع إلـى نمـو‬
  ‫غيـر مسـبوقة فـى الاسـتفتاءات الدسـتورية المصريـة‪ ،‬وتـم‬      ‫اقتصـادى مسـتدام يجـب أن يقابلـه بيئـة سياسـية مسـتقرة‬
  ‫تمرير المشروع بموافقة ‪ %98,1‬من الناخبين الحاضرين‪.‬‬            ‫تضمـن خلـق فـرص العمـل‪ ،‬وزيـادة إيـ اردات الدولـة‪،‬‬
                                                               ‫والحـد مـن الفقـر بمـا يعـود بالنفـع علـى جميـع المواطنيـن‪.‬‬
  ‫لقـد حسـم الدسـتور قضيـة الهويـة بمـا يحفـظ لمصـر‬
  ‫وسطيتها واعتدالها‪ ،‬وتم حظر إنشاء الأح ازب السياسية‬           ‫كما تأتى أهمية المشاركة السياسية من أنها عملية لنقل‬
  ‫على أسـاس دينى‪ .‬كما اهتم الدسـتور بالثقافة والاقتصاد‬         ‫وإبـاغ حاجـات المواطنيـن إلـى الحكومـة والتأثيـر علـى‬
  ‫والعدالة الاجتماعية والاستقلال الوطنى‪ ،‬وتضمن نظام‬            ‫سـلوك القـادة وذلـك بتوصيـل معلومـات عـن الأولويـات‬
                                                               ‫التـى يفضلهـا المجتمـع والضغـط عليهـم ليعملـوا وفـق هـذه‬
‫‪85‬‬
   80   81   82   83   84   85   86   87   88   89   90