Page 46 - مجلة سلاح الصيانة العدد22
P. 46
ويرفض دعاة التدخل الإنسـاني الزعم بأن هذا الـدول المتدخلـة ،فضـ ًا عـن عـدم وجـود سـند
التدخــل يتعــارض مــع نــص (م )4/2مــن ميثــاق قانونــي لهــذا التدخــل فــي المواثيــق الدوليــة،
الأمــم المتحــدة بــل إنهــم يؤكــدون أن هــذا بـل علـى العكـس مـن ذلـك فـإن نـص المـادة
التدخـل ينسـجم مـع نـص تلـك المـادة ويتوافق الثانيــة مــن ميثــاق الأمــم المتحــدة يحــذر مــن
معهــا ،وذلــك مــن خــال إعطــاء مفهــوم المسـاس بسـيادة الـدول علـى أراضيهـا ،وكـذا
واســع لنــص تلــك المــادة تــارة ،أو مــن خــال نـص المـادة ( )51والتـي تحـرم اسـتخدام القـوة
هــدم قيمتهــا وقوتهــا الإلزاميــة تــارة أخــرى: المسـلحة أو التهديـد باسـتخدامها فيمـا عـدا
حيـث يذهـب البعـض إلـى أن اسـتعمال القـوة حــالات الدفــاع الشــرعي .وتكمــن خطــورة هــذا
لأسـباب إنسـانية ليـس مـن شـأنه أن يتعـارض التدخـل فـي الحق الـذي يمنحه المجتمع الدولي
مــع نــص تلــك المــادة :ذلــك أن هــذا النــص لا فــي بعــض الأحيــان لبعــض الــدول للتدخــل
يحظــر كل اســتخدام للقــوة فــي العلاقــات الإنســاني فتتــم أعمــال التدخــل بانتقائيــة بيــن
الدوليــة وإنمــا يحظــر فقــط الاســتخدام الــذي حــالات الــدول وبعضهــا برغــم توفــر نفــس
يسـتهدف المسـاس بالسـامة الإقليميـة أو الظــروف والمبــررات نتيجــة لتغليــب مصالــح
الاسـتقلال السياسـي أو يتـم بصـورة مخالفـة الــدول المتدخلــة علــى مقتضيــات التدخــل
لأهـداف الأمـم المتحـدة .ومـن الطبيعي – وفق الإنســاني تحــت رقابــة وإشــراف المنظمــات
رأيهـم – القـول بـأن التدخـل الإنسـاني لا ينـدرج
ضمـن هـذه الحـالات الثلاثـة غير المشـروعة إذا الدوليــة المعنيــة.
كان هدفــه وقــف المجــازر وصنــوف التعذيــب أمــأ الاتجــاه المؤيــدة للإقــرار بمشــروعية
التــي يذهــب ضحيتهــا مواطنــو دولــة أجنبيــة أعمــال التدخــل الإنســاني فينفــى أنصــار هــذا
الاتجــاه عــن التدخــل لأســباب إنســانية صفــة
بواســطة حكومتهــم. العــدوان :حيــث يتبنــون الدعــوة إلــى الإقــرار
ومــع انتشــار بعــض الظواهــر التــي تنطــوي بمشــروعية أعمــال هــذا التدخــل بوصفــه أحــد
علـى انتهـاك خطيـر لحقـوق الإنسـان وحرياتـه المظاهــر المعاصــرة لتطــور القانــون الدولــي
الأساســية ،ممــا يهــدد الإنســانية جمعــاء، وانعكاســا واضحــ ًا للاتجــاه المتنامــي نحــو
ويعــرض الســلم والأمــن الدولييــن للخطــر، الاعتــراف بحقــوق الإنســان وتوفيــر الحمايــة
أصبــح علــى المجتمــع الدولــي واجبــ ًا إنســاني ًا القانونيــة اللازمــة لتلــك الحقــوق والحيلولــة
للتدخــل فــي مثــل هــذه الحــالات بشــتى دون انتهاكهــا :وبالتالــي فإنهــم يشــيرون إلــى
الوســائل التــي يســمح بهــا القانــون الدولــي أنـه انطلاقـا مـن قانـون محـدد يمكننـا تفسـير
لحمايـة حقـوق الإنسـان ومـن هنـا أصبـح البـاب التدخـل الإنسـاني علـى أنـه حـق بـل وأيضـا علـى
مفتوحــ ًا أمــام الــدول والمنظمــات الدوليــة
للتدخــل باســم الإنســانية لحمايــة حقــوق أنــه واجــب.
الإنسـان ،وهـو مـا أصطلـح علـى تسـميته فـي ويسـتند أصحـاب هـذا الـرأي فـي عـرض وجهـة
القانـون الدولـي « التدخـل الدولـي الإنسـاني»: نظرهـم إلـى وجـود اعتبـارات أخلاقيـة وإنسـانية
حيــث قامــت منظمــة الأمــم المتحــدة منــذ وأســس قانونيــة تســتدعى الاعتــراف بحــق
نشــأتها علــى تعزيــز وحمايــة حقــوق الإنســان، التدخـل الإنسـاني ،فضـ ًا عـن أن المسـتجدات
وتجلــى ذلــك مــن خــال النــص علــى حمايــة والتطــورات المعاصــرة للقانــون الدولــي
حقـوق الإنسـان وحرياتـه الأساسـية فـي صلـب ولواقــع العلاقــات الدوليــة تســتلزم وجــوب
ميثاقهــا ،وإبرامهــا العديــد مــن الاتفاقيــات إعــادة النظــر ببعــض المفاهيــم التقليديــة
للقانــون الدولــي وذلــك بغيــة التوفيــق بيــن
الدوليــة لحمايــة حقــوق الإنســان. اعتبــارات التدخــل الإنســاني وقواعــد هــذا
ويتضـح لنـا مـن خـال مـا تقـدم أنـه لكـي يكـون
القانــون.
1443هـ رسالة الصيانة 46