Page 118 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 118

‫هل !لظ!ا ‪ 4‬ا هة ا لاللللاكا‬  ‫‪،00‬‬                                      ‫‪،،8‬‬

                             ‫"الباحث عن السعادة "‬

               ‫"أي بني‪ ،‬واللّه ما أعلمه بقي أحدٌ على مثل ما كنا‬

               ‫زمان نبي !"‬   ‫عليه آمرك أن تأتيه ولكن ‪ . . . .‬قد أظلك‬

‫(صاحب عمورية)‬

 ‫لن أبدأ سرد حكاية هذا البطل الإسلامي من ضِياع أرض فارس حيث وُلد‪ ،‬بل‬
    ‫سأبدأ سرد حكايته من لحظة ميلاده الحقيقية ‪ ،‬هناك في صحراء العرب ‪ ،‬حيث الشمس‬

 ‫المحرقة ‪ ،‬ومن على قمة إحدى أسجار النخيل في يثرب ‪ ،‬وبينما كان سلمان الفارسي‬
‫يعمل عبدا عند يهودي من يهود تلك المدينة الواقعة في أراضي الحجاز‪ ،‬سمع بطلنا‬

‫رجلأ يتحدث مع سيده عن مهاجرٍ غريب قدم للتو من بلدة يقال لها مكة يقول أنه رسول‬

 ‫من عند اللّه ‪ ،‬عندها سرت في جسم سلمان رعشة قوية هزت كل خلية من خلايا جسمه‪،‬‬
‫لم يستطع معها أن ينتظر حتى ينتهي من عمله ليتأكد من صحة الخبر‪ ،‬فأسرع ينزل من‬
‫أعلى النخلة بلهفةِ كاد يسقط من خلالها على من تحته ‪ ،‬وما أن لامنست قدماه الثرى حتى‬
‫بادر بالسوال عن ذلك الرجل الغريب ‪ ،‬ليتفاجأ بلكمة سديدة تسقط عليه من سيده وهو‬

‫يقول له ‪ :‬مالك ولهذا؟ ! أقبل على عملك ! عندها استدار سلمان نحو سيده وقال له‬

               ‫خبرا فأحببت أن أعلمه!‬  ‫وعيناه تلمعان فرحَا‪ :‬لا سيء ‪ . . . .‬إنما سمعت‬

‫وقبل أن نكمل بقية هذه الحكاية الممتعة ونعرف ماذا فعل سلمان بعد ذلك ‪ ،‬أستأذن‬

‫القارئ الكريم لكي نسافر معًا إلى الوراء عبر الزمن ‪ ،‬لنغوص أكثر في بحار التاريخ‪،‬‬

     ‫نلتقط جواهرها المتلألئة ‪ ،‬فقد ذكرت في بداية هذا الكتاب ثلاث خصائصِ تميز بها جيل‬
‫الصحابة عن باقي البشر‪ ،‬كان أولها هو "الاختيار الإلهي " لجيل الصحابة فردَا فردًا‪،‬‬

   ‫ولعل قصة سلمان الفارسي خير مثالٍ على هذه الميزة ‪ ،‬فقبل عشرين سنة من إسلام‬
‫سلمان ‪ ،‬خرج هذا الشاب الذي عاش حياته يبحث عن سر السعادة البشرية من قريته‬
   113   114   115   116   117   118   119   120   121   122   123