Page 120 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 120

‫‪ ،00‬هل سالظما ‪ 4‬اهة الاسلاكا‬                                             ‫لأ!‪4‬‬

  ‫المنية ‪ ،‬فسأله سلمان عن وصيته فقال له ‪ :‬أي بني‪ ،‬واللّه ما أعلم أحدًا بقي على أمرنا امرك‬
‫أن تأتيه إلا رجلًا بعموربة فإنه على مثل ما نحن عليه فاذهب إليه فإنه على مثل أمرنا‪.‬‬

‫وبعد أن مات سيده ‪ ،‬أعد سلمان راحلته وهم بمتابعة مغامرته في البحث عن السعادة ‪،‬‬

‫فلحق بصاحب عمورية ‪ ،‬فقص عليه مغامرته في البحث عن سر السعادة الإنسانية ‪ ،‬فقال‬

‫عمورية ‪ :‬أقم عندي ‪ ،‬فأقام سلمان معه يتعلم منه ‪ ،‬حتى أزفت ساعة به ‪ ،‬فلما‬  ‫له صاحب‬

‫حضر قال له سلمان ‪ :‬يا فلان إني كنت مع فلان فأوصى بي فلان إلى فلان وأوصى بي‬

‫فلان إلى فلان ثم أوصى بي فلان إليك فإلى من توصي بي وما تأمرني ؟ فقال له صاح!‬

‫عمورية ‪ :‬أي بني واللّه ما أعلمه أصبح على ما كنا عليه أحد من الناس امرك أن تأتيه ولكنه‬
‫قد أظلك زمان نبي هو مبعوث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب مهاجرًا إلى أرض بين‬

‫حرتين (مجموعتين من الجبال ) بينهما نخل به علامات لا تخفى يأكل الهدية ولا يأكل‬

      ‫الصدقة بين كتفيه خاتم النبوة فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل ‪ .‬فمات صاحب‬
 ‫عمورية الطيب ‪ ،‬فمكث سلمان "بعمورية ما شاء اللّه له أن يمكث ‪ ،‬حتى مر به تجار من‬
  ‫قبيلة عربية ‪ ،‬فعرض عليهم سلمان أن يأخذوا كل ما يملكه مقابل إيصاله إلى أرض‬

‫العرب ‪ ،‬فقبل التجار عرضه وهم يتساءلون كيف لرجل أن يترك أرضًا جميلة مثل‬
‫عمورية ليرحل إلى صحراء العرب القاحلة مُضحيًا بكلًما يملك من مال من أجل‬

  ‫ذلك ؟ ! فلمّا وصل سلمان إلى أرض العرب قام أولئك التجار الخونة ببيعه إلى رجل‬
 ‫يهودي ‪ ،‬فأصبح سلمان بذلك كالظمان في الصحراء المقفرة ‪ ،‬الذي يرى بعينيه واحة‬
 ‫خضراء تطل عليه بمياهها الصافية ‪ ،‬فلمّا اقترب منها فقد ساقيه ‪ ،‬فلا هو بالذي هلك قبل‬

   ‫أن يراها‪ ،‬ولا هو بالذي وصل إليها وارتوى بمياهها العذبة ! وعندما علم اللّه أن سلمان‬
     ‫قد استنفذ كل ما في استطاعته ‪ ،‬جاء وقت الأمر الإلهي البسيط ‪" :‬كن" ! فشاء اللّه بحكمة‬

  ‫لا يقدر عليها غيره أن يقوم سيد سلمان اليهودي ببيعه لابن عمٍ له‪ ،‬ليحمله سيده الجديد‬
‫إلى مدينة جديدة ‪ ،‬ما إن وصل سلمان إليها حتى عرفها‪ ،‬فقد كانت هذه المدينة مدينة بين‬

‫حرتين بها نخل كثير‪ ،‬لقد كانت هذه المدينة هي "يثرب " ‪ ،‬والتي سوف يكون اسمها بعد‬

                              ‫المنورة " !‬  ‫‪" . . . . .‬المدينة‬  ‫معدودةٍ‬                 ‫سنواتٍ‬

‫منذ البداية؟‬  ‫وهنا لنا وقفة تأمل صغيرة ‪ . . . . .‬فلماذا لم يأتِ ذلك الأمر الإلهي "كن"‬
   115   116   117   118   119   120   121   122   123   124   125