Page 115 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 115

‫‪، ،5‬‬                                                  ‫التا ا إ!ب!د ‪3‬‬              ‫لمحياكاا‬  ‫‪،00‬‬

‫فىينهم دين اللّه عز وجل ‪ ،‬ولكنهم بدلوا وكفروا‪ ،‬فقلت له ‪ :‬يا سيدي ! وكيف الخلاص من‬

                             ‫هذا الأمر؟ ! فقال ‪ :‬يا ولدي ! بالدخول في دين الإسلام ‪ ،‬فقلت له ‪ :‬وهل ينجو الداخل‬

‫فيه ؟ قال لي ‪ :‬نعم ينجو في الدنيا والآخرة ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا سيدي ! إن العاقل لا يختار لنفسه إلا‬

‫أفضل ما يعلم ‪ ،‬فإذا علمت فضل دين الإسلام فما يمنعك منه ؟! فقال لي ‪ :‬يا ولدي إ! ن‬

‫اللّه تعالى لم يطلعني على حقيقة ما أخبرتك به من فضل الإسلام وسرف نبي أهل‬

  ‫الإسلام إلا بعد كبر سني‪ ،‬ووهن جسمي ‪ ،‬ولا عذر لنا فيه بل هو حجة اللّه علينا قائمة‪،‬‬
‫ولو هداني اللّه لذلك وأنا في سنك لتركت كل سيء ودخلت في دين الحق ‪ ،‬وحب الدنيا‬

 ‫رأس كل خطيئة ‪ ،‬وأنت ترى ما أنا فيه عند النصارى من رفعة الجاه والعز‪ ،‬والترف ‪،‬‬

‫وكثرة عرض الدنيا‪ ،‬ولو أني ظهر علي سيء من الميل إلى دين الإسلام لقتلتني العامة في‬
‫أسرع وقت ‪ ،‬وهب أني نجوت منهم وخلصت إلى المسلمين فأقول لهم ‪ :‬إني جئتكم‪-‬‬

                             ‫مسلمًا فيقولون ‪ :‬قد نفعت نفسك بنفسك بالدخول في دين الحق فلا تمن علينا بدخولك‬

‫به نفسك من عذاب اللّه ‪ ،‬فأبقى بينهم سيخا كبيرًا فقيرا ابن تسعين سنة لا‬            ‫في دين خلصت‬

‫أفقه لسانهم ‪ ،‬ولا يعرفون حقي‪ ،‬فأموت بينهم جوغا (هذا خيال فاسد من القسيس الذي‬

‫تعود على الأموال والترف ) وأنا والحمد له على دين عيسى ‪ ،‬وعلى ما جاء به يعلم اللّه‬

‫)‬                            ‫بالهدايا‬  ‫غرفته المليئة‬  ‫به القسيس نفسه ليبقى بجانب‬  ‫ذلك مني(وهذه خداع خدع‬
                          ‫إ‬

  ‫فقلت له ‪ :‬يا سيدي ! أفتدلني على أن أمشي إلى بلاد المسلمين وأدخل في دينهم ؟! فقال‬
‫لي ؟ إن كنت عاقلأ طالبا للنجاة فبادر إلى ذلك تحصل لك الدنيا والآخرة ‪ ،‬ولكن يا‬

‫ولدي هذا أمر لم يحضره أحد معنا الآن ‪ ،‬فاكتمه بغاية جهدك ‪ ،‬وإن ظهر عليك سيء منه‬

‫قتلتك العامة لحينك ‪ ،‬ولا أقدر على نفعك إذا قتلوك أو حاولوا أن يوذوك ‪ ،‬وإذا قلت لهم‬

‫حيسئذ إن الذي دلني على هذا هو القسيس فلان فإنك لن ينفعك أن تنقل ذلك عني‪ ،‬فإني‬
 ‫سو! أجحده إذا دْكرت ذلك عني وقولي مصدق عليك ‪ ،‬وقولك غير مصدق علي‪.‬‬

‫فقلت ‪ :‬يا سيدي ! أعوذ بالله من سريان الوهم لهذا‪ .‬وعاهدته بما يرضيه ‪ .‬ثم أخذت في‬
    ‫أسباب الرحلة وودعته ‪ ،‬فدعا لي عند الوداع بخير‪ ،‬وزودني خمسين دينازا ذهبا‪ ،‬وركبت‬

‫البحر منصرفا إلى بلدي مدينة ميورقا‪ ،‬فأقمت بها مع والدي ستة أسهر‪ ،‬ثم سافرت منها‬

                             ‫إلى جزيرة صقلية ‪ ،‬وأقمت بها خمسة أسهر وأنا أنتظر مركبا يتوجه لأرض المسلمين‪،‬‬
   110   111   112   113   114   115   116   117   118   119   120