Page 111 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 111
444 نحلإو ا !ب!د التا اين! ،00
"سي" ،فكان اسم ابن الماء هو الاسم الذي أطلِق على طفلٍ التقطه الفراعنة من ماء
النيل ،هذا الطفل هو نفسه ابن الماء "موسى " !
ليس الغرض من هذه المقدمة التاريخية هو الاستطراد في قصة موسى لج! ،فسوف
نستعرض بشكل مفصل قصة نبي اللّه موسى مع عدو اللّه فرعون لاحقًا في معرض
ترجمتنا لثلاثِ سيداتِ عظيماتِ انضممن لقافلة المائة في هذا الكتاب ،ولكن ما قصدته
من هذه المقدمة ،هو توضيح بعض أساليب التحريف التي يستخدمها كل من أراد تزييف
الحقائق التاريخية لإخفائها عن عامة الناس ،فالفراعنة أمروا بإزالة كل نقش كان قد نُقش
عن (موسى بن فرعون ) ،قبل أن يتحول إلى (موسى عدو فرعون ) ،المضحك في
الموضوع أن المزيفين في كال الأزمان يستخدمون هذه الطريقة الفرعونية المستهلكة،
فالمعلوم لدينا نحن معشر المسلمين أن الإنجيل والتوراة قد حُزفا ،وليس هـذا افتراءَ
مني ،بل هذا هو ما يقوله الرب الذي نعبده من خلال كلامه المحفوظ بين الدفتين إلى
يوم الدين ،فقد قال اللّه عز وجل في الاَية التاسعة والسبعين من سورة البقرة :
( فَوَيْل لفَذِينَ يَكْنُبُونَ اَنكِنَف بِأَندِجمئم ثُمً يقُولُونَ هَذَا مِق عِندِ ألئهِ لِيَشتَرُوأ بِهِءثَمَنُا قَلِيلا
فَوَيْل لَهُم ئِقَاكَنَبَتْ أَتدِيهِخ وَوَيل لهُم مِّضَا يَكسِبُونَ !!.
فالتحريف في التوراة والإنجيل ليس حقيقة قراَنية فحسب ،بل هو حقيقة تاريخية
أن (العبرانيين ) قاموا بتدوين " العهد القديم " أو ما أقرها علماء التاريخ ،فالمعروف
يسمى ب "التوراة " لأول مرة بعد مرور أكثر من 55و سنة على موت موسى لج! ،فلك
أن تتخيل كمية التحريف المتعمد والغير متعمد الناتج عن بعد "زمن التنزيل " عن "زمن
التدوين " ،أما "الإنجيل " الذي أنزل على عيسى فقد اختفى ،فالمعلوم أن عيسى من بني
إسرائيل ،ولغة بني إسرائيل هي العبرالْية ،فالمفروض أن يكون الإنجيل بلغة القوم
المنزل عليهم كالعبرانية أو حتى الاَرامية التي كانت لغة أهل فلسطين في ذلك الزمان ،
فعلى سبيل المثال لا الحصر ،ما هو المعنى من أن يكتب كاتبٌ مصري كتائا باللغة
السنكرستية لينشره في صعيد مصر؟ ! ! فالمعروف تاريخيا أن أقدم نسخة للعهد الجديد
مكتوبة بالإغريقية القديمة ،والتي لم يكن السيد المسيح يتكلم بها أصلأ ،بل إن هذه
النسخة ظهرت بعد عشرات السنوات من رفع اللّه للمسيح ! لذلك لا توجد أصلُا نسخة