Page 21 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 21

‫‪2،‬‬                     ‫لمحي!! ا !ب!د التا اي!‬                                             ‫‪،00‬‬

    ‫وصليبيين ‪ ،‬ولم يبقَ معه من المجاهدين إلَا ‪ 002‬مقاتل عاهدوا الله على الشهادة تحت‬
‫قيادته ‪ ،‬فقاتل أولنك النفر كالأسود حتى يأس الصليبيون من هزيمتهم ‪ ،‬فلجئوا عندها إلى‬
‫أسلوب قديم حديث ستجدونه يتكرر كثيرًا في طيّات هذا الكتاب في قصص العظماء‬

  ‫المائة في أمة الإسلام ‪ ،‬لقد لجأ الصليبيون إلى طلب الصلح مع الأمير محمد مع إعطاء‬
‫المسلمين الضمانات الموثقة على سلامة كل المجاهدين وإتاحة سبل العيش الكريم‬

                                                                                         ‫لأهل المغرب بكل حرية واستقلال ‪.‬‬

‫الأميو الأسطورة‬  ‫الصليبيون بعهودهم ‪ ،‬فقاموا بخطف‬                 ‫‪ . . . . .‬نكص‬  ‫وكعادتهم‬

‫المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي ونفيه إلى جزيرة في مجاهل المحيط الهندي ‪،‬‬

‫ليس لسنة أو اثنتين ‪ ،‬بل لعشرين سنة متصلة قضاها هذا البطل في أسر دعاة حقوق‬

‫للعالم بشعار الثورة الفرنسية ‪، ( :‬حَأ أ ا!!ل! ‪،‬حَ ‪ 31‬ح؟ألأ‬       ‫الإنسان ‪ ،‬في أسر من خرجوا‬

‫‪ 15‬أثححأ!‪( )33‬حرية ‪ ،‬مساواة ‪ ،‬إخاء)‪ ،‬فأي حرية تدَّعونها أيها المجرمون في حبس سيخ‬

‫ضعيف مدة عشرين سنة ؟ ! وأي مساواة تتكلمون عنها وأنتم تقتلون نساء المسلمين‬
‫وأطفالهم بغازاتكم السامة القذرة ؟ ! وأي إخاء تسخرون به من عقول المغفلين‬

‫بحضارتكم القائمة على دماء الضعفاء من البشر؟! فإن كان قتلكم للضعفاء من بني البشر‬

                 ‫تلك!‬  ‫إذًا لكم ولحضارتكم‬                        ‫‪ . . . .‬فسحقًا‬           ‫حضارةً‬

‫وبعد‪. . . . .‬كانت هذه بعض سطورٍ عن ملحمة إسلامية خالدة ‪ ،‬هي غاية في البطولة‬

‫بزهرة سبابه لرفع راية لا إله إلا اللّه ‪ -‬محمد رسول اللّه ‪ ،‬ومما‬  ‫لقائد إسلامي عظيمِ ضحى‬

‫يحزن النفسَ ويدمي الفؤاد‪ ،‬أن معظم سبابنا ما سمعوا باسمه قَط ‪ ،‬على الرغم من أن‬

‫كثيرًا منهم متيمون بأبطالٍ لم يحاربوا إلا من أجل مصالح دنيوية ومبادئ سيوعية ‪ ،‬فلو‬

    ‫علم سبابنا ممن يعلقون صور الثائر الشيوعي (تشي جيفارا) أنه أتى للقاهرة ليتعلم من‬
     ‫بطل الإسلام الأسطوري محمد بن عبد الكريم الخطابي ‪ ،‬لتغير رأي سبابنا في تاريخهم‬
‫الذي نسوه أو أنسوه (بضم الألف )‪ ،‬فصاحبنا هذا لم يكن صحابيًا‪ ،‬بل لم يكن عربيًا‬
  ‫البتة ‪ ،‬وبغض النظر عن مدى عظمة هذا البطل المغوار‪ ،‬فإن ذكره في مقدمة الكتاب يأتي‬

       ‫ردًا على أولنك المساكين الذين إذا طلبت منهم الاقتداء ببطولات الصحابة وتضحياتهم‬
  ‫تحججوا بحجة واهية ‪ ،‬ألا وهي أننا لسنا من جيل الصحابة ‪ ،‬فكان ذكر رجل ظهر في‬
   16   17   18   19   20   21   22   23   24   25   26