Page 24 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 24
،00هل طظعا 8ا هة الاسلا" 24
القبطي ،ولفظة القبط تعني سكان وادي النيل ،وفي تعريب للكلمة اليونانية أَيْجبْتيوس
"؟++15ئ!"ول" التي تعني مصري ! وليس كما يظن البعض أن القبطي هو المسيحي أو
النصراني المصري ،فالغالبية العظمى من الأقباط هم أقباط مسلمون ! ومن هذه الأرض
بالتحديد وُلدت بطلتنا القبطية التي كانت جارية في مصر إبان عهد الهكسوس ،قبل أن
يتزوجها إبراهيم يخ! لتنجب له إسماعيل لج! ليكون فيما بعد أئا للعرب العدنانيين
(العرب الصستعربة) الذين خرج منهم أفضل مخلوق خلقه اللّه في الكون ،محمد ع!يِ!،
فالمصريون إذا هم أخوال العرب !
هاجر ورضيعها إسماعيل من المهم في القصة اللّهأن أمر خليله إبراهيم أن يصطحب
ن اللّه نبيه إبراهيم أمر فاران ،هناك عند جبال رْرع في الحجاز إلى واب غير ذي فلسطين
أ
يترك امرأته ورضيعها ليقصد هو فلسطين راجغا ،عندها سألت هاجر زوجها وعينيها
تملوها الدهشة من قرار زوجها الغريب ،فلم يجب إبراهيم زوجه بشيء ،فسألته هاجر:
اللّه أمرك بهذا؟ ! فهز إبراهيم رأسه بالإيجاب ،وهنا يخرج جواب من فيهِ هذه السيدة
العظيمة ليكون سببا في خلودها في ذاكرة الزمان إلى أن يرث اللّه الأرض ومن عليها
فقالت بكل ثقة :فلن يضيعنا اللّه إذا!
وسر عظمة هذه المرأة يتمثل بتطبيقها لشرطي النصر :الإيمان والعمل ! فهاجر وثقت
أولا باللّه عز وجل ،ثم قامت بعد ذلك بكل ما في استطاعتها من سعي بين الصفا والمروة
لإنقاذ ابنها الرضيع الذي كان يئن من ألم الجوع والعطش ،حينها علم اللّه أن هذه المرأة
قامت بتنفيذ الشرطين اللازمين للنصر :الإيمان والعمل ،وعندها -وعندها فقط -أقى
الأمر الإلهي اليسير :كن ! حينها خرجت من بين أقدام الطفل الذي أوسك على الهلاك
عينُ ما؟ تحمل في كل قطرة من قطراتها حكاية النصر والبقاء ،لتجري هذه العين بشكل
إعجازي من بين الصخور الصماء في مكة إلى يومنا هذا ،وكأن اللّه يقول لنا إن ينبوع
النصر لا ينضب أبدًا!
وفي زماننا هذا وجب على كل مسلم أن يتخيل نفسه في مكان هاجر عليها السلام ،
وأن يتخيل أن الأمة الإسلامية الآن هي ذلك الطفل الذي يبكي ويوسك على الهلاك في
تلك الصحراء القاحلة التي لا يبدو فيها أي مظهر من مظاهر الحياة ،فإذا قام كل واحد