Page 295 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 295

‫‪ ،00‬نحلإ ‪! 14‬ب!دالتا(يف! ‪592‬‬

                                                       ‫!‬  ‫)‬     ‫ا لعبيد‬  ‫(( أ مير‬

‫أن نعرفه ‪ -‬ن‬                      ‫لا يريد لنا الكثيرون‬       ‫الشيء الذي لا يعرفه الكثيرون منّا ‪ -‬أو الذي‬
                        ‫أ‬

‫حكاية العبيد في أمريكا ما هي إلا فصلٌ من فصول الصراع الإسلامي الصليبي الطويل‬

‫الأمد‪ ،‬فجلُّ العبيد الذين استقدمتهم إنجلترا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال ما هم إلا إخوان‬

    ‫لنا على ملة الإسلام ‪ ،‬قامت تلك الدول باستعبادهم من دول الغرب الأفريقي التي دخلها‬
‫الإسلام طواعية بفضل الدعاة من العرب والبربر‪ ،‬ولعل الشيخ البطل أبو بكر اللنتوني‬

      ‫كان مثالًا حيًا من هؤلاء المسلمين ‪ ،‬وشتان ما بين الإسلام وبين أولئك المجرمين‪،‬‬
  ‫فالإسلام العظيم دخل قلوب الأفارقة بعد أن رأوا ما فيه من العدل والسواسية بين البشر‪،‬‬

    ‫أما أولئك القتلة فكانوا يغيرون على القرى الاَمنة للأفارقة في عتمة الليل ‪ ،‬ليحرقوا‬

‫أكواخهم بالنيران ‪ ،‬ومن ثم يلقون شباكهم على المستضعفين من السود الذين هربوا من‬

‫ألسنة اللهب ‪ ،‬ليجدوا أنفسهم في شباك البيض الأوروبيين ‪ ،‬لينقلهم هولاء القتلة في‬

‫ن‬                          ‫‪ ،‬قبل‬  ‫عبر الأطلسي‬  ‫العذاب‬  ‫في رحلة‬  ‫أكثر من نصفهم‬      ‫في قيعان السفن ‪ ،‬ليموت‬  ‫سجونٍ‬
                        ‫أ‬

‫يتخلص البيض من جثثهم برميها في أعماق بحر الظلمات ‪ ،‬لتكون طعامًا لوحوش البحر‪،‬‬
                                                                              ‫بعد أن كانت ضحية لوحوش البشر!‬

‫أما من بقي حيًا من أولئك الأفارقة المساكين ‪ ،‬فقد كانت حياتهم أصعب من الموت‬

‫نفسه ‪ ،‬فالميت يموت ميتة واحدة ‪ ،‬أم هؤلاء فكانوا يموتون في اليوم ألف مرة ‪ ،‬فيوم العبد‬

‫عند أولئك سيده الأبيض كان يبدأ من شروق الشمس ‪ ،‬وينتهي مع غروبها‪ ،‬يتخلل ذلك‬

‫العمل الشاق ‪ ...‬ثم العمل الشاق ‪ ...‬ثم العمل الشاق ! فيظل العبد الأفريقي المسلم‬
‫يعم! عند أولئك السفلة حتى يموت من العذاب أو قلة الغذاء ‪ .‬إنسانٌ واحد فقط استطاع‬

‫النجاة ليروي للإنسانية قصة العبودية بكتاباته التي كان يكتبها بالعربية التي تعلمها في‬
‫ضغره عندما كان يدرس مسجد مدينة "تمبو" في دولة "غينيا" الإفريقية ‪ ،‬هذا البطل‬

  ‫الإسلامي الذي لا يعرفه أحد منا‪ ،‬قام بتسجيل حكايات العبيد المولمة في أوراقٍ كان‬
   290   291   292   293   294   295   296   297   298   299   300