Page 296 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 296
،00هل لمحظ!ا 4اهة الاللللاكا 692
يخبؤها عن سيده الأبيض النصراني ،لتكون هذه الكتابات المرجع الرئيسي الأول لقصة
العبودية التي أقدم عليها النصارى الأوروبيون بحق الأفارقة المسلمين ،وحسبك أن
تعلم أن جميع المباني المهة في أوروبا وأمريكا ما هي إلا أبنية اختلطت مادة بنائها بعرق
العبيد السود ودمائهم ،ولك أن تعلم أن "البنك المركزي البريطاني " أقدم بناءٍ في وسط
العاصمة الإنجليزية "لندن " ،والذي لا يزال في موقعه إلى الاَن ،هو أول بناءٍ على وجه
الأرض اختلطت أحجاره بدماء الأفارقة السود المسلمين الذين استقدمتهم إنجلترا من
الحديد الأمريكية لما الاكبر في العالم ،والتي تربط السنغال المسلمة ،و"سكة سواحل
المحيط الأطلسي بالمحيط الهادي ،بُنيت على جثث عشرات الاَلاف من الأفارقة
المسلمين الذين لا ذنب لهم إلا أنهم كانوا يمتلكون لون بشرة يختلف عن لون بشرة
أولئك المرضى العنصريين ،ولا ذنب لهم إلا أنهم اختاروا أن يعبدوا اللّه على عبيدة
الصليب!
وبطلنا العظيم عبد الرحمن إبراهيم بن سوري لم يُخلق عبدًا مسلوب الإرادة ،بل
وُلد هذا البطل المسلم أميرًا على مملكة غينيا الإسلامية ،قبل أن يستيقظ في ليلة من
الليالي الاَمنة لصلاة الفجر ،ليجد أن الإنجليز أحرقوا مدينته بالكامل ،ليتفاجأ هذا الأمير
الأفريقي النبيل بأنه قد أصبح عبدًا بين ليلة وضحاها ،قبل أن يقتاده تجار البشرالإنجليز
بسفنهم عام 1788م إلى ولاية "أوهايو" الأمريكية ،ليعمل عبذا بالسخرة عند مزارع تبغ
أبيض نصراني يُدعى (توماس فوستر) ،ليعمل عنده عبدً أ ليس لسنة أوسنتين بل د 04
سنة ماتت فيها زهرة شبابه ،ولم يذق فيها طعمًا الراحة ،وعلى الرغم من حياة العبوفىية
القاسية لتي عاشها هذا البطل الإسلامي العظيم ،فإنه كعادة عظماء أمة الإسلام لم
يرضخ للواقع ،بل اتجه إلى العبيد من أبناء جلدته ليعلمهم قراءة القرآن بالعربية،
وليصبح إمامًا للمسلمين في ولاية أوهايو الأمريكية ،حتى ذاع صيته بين صفوف العبيد في
الولايات المتحدة الأمريكية بأسرها ،قبل أن يطلب الرئيس الأمريكي (جون كوينسي
آدمز) مقابلته شخصيًا سنة 1828م ،ليستمع منه إلى قصته العجيبة التي ذاعت في أرجاء
الولايات المتحدة ،فيصدر أمرًا رئاسيًا هو الأول من نوعه في تاريخ أمريكا بتحرير عبد
الرحمن إبراهيم بن سوري .فهل عاد هذا البطل إلى بلاده ليتسلم عرش المُلك بعد موت