Page 436 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 436

‫‪! 004‬ل شلظما ‪ 4‬اهة الإللللا!‬  ‫‪436‬‬

 ‫يعقوب المنصور الماريني ) والذي حقق اننصارات عظيمة للمسلمين هناك بعد أن غابت‬
‫عنهم لعشرات السنين ‪ ،‬وكان اَخر سلاطين المماليك (قلنصوة الغوري ) هو الذي أنقذ‬

  ‫"مكة دا و"المدينة " من الاحتلال الصليبي الشيعي المشترك (تابع المهمة بعده السلطان‬
 ‫العثماني سليم الأول )‪ ،‬بل إن الغوري أبحر بسفنه إلى "الهنددا لمحاربة فلول الصليبيين‬

    ‫البرتغاليين ! أما في دولة الخلافة العثمانية ‪ ،‬فقد ظهر في نهايتها بطل إسلامي عظيم ‪ ،‬يقارب‬
   ‫في عظمته عظمة أجداده العثمانيين من أمثال (الفاتح ) و(القانوني )‪ ،‬هذا البطل الإسلامي‬

  ‫العظيم اسمه الخليفة (عبد الحميد بن عبد المجيد)‪ ،‬وهو نفسه الذي تخلده كتب‬
               ‫التاريخ الإسلامي بحروفٍ من ذهب تحت اسم (السلطان عبد الحميد الثاني )‪.‬‬

‫وقبل أن نسبح في بحر عظمة هذا الخليفة الإسلامي ‪ ،‬أرى أن نفسر هذه الظاهرة‬
   ‫الغريبية التي ذكرناها للتو‪ ،‬فلماذا يظهر العظماء في نهاية كل دولة ؟ ولماذا لم تحل عظمة‬
                                      ‫أولئك العظماء دون سقوط دولهم التي سقطت بعدهم مباشرة ؟‬
  ‫الحقيقة أنني لم أجد تفسيرًا علميًا لهذه الظاهرة العجيبة (والتي تظهر في تاريخ دول‬
   ‫المسلمين فقط إ)‪ ،‬إلا أنني أفترض عدة افتراضات منهجية قد يكون إحداها أو جميعها‬
                                                                                                       ‫يمثل حلًا لهذا اللغز العجيب‪:‬‬
  ‫(‪ )1‬اما أن تكون فترة حكم ذل!ك القائد قصيرة بشكل لا يكفي لإحداث تلك‬

                                                                                                                                                  ‫الإصلاحات ‪.‬‬
   ‫(‪ )2‬وإما أن يكون ذلك القائد العظيم قد ظهر في زمانٍ لا تنفع في الإصلاحات أضلأ‬

                 ‫بسبب تركة الهزائم والديون والفوضى التي أورثها إياه سبقوه من قادة ضعاف ‪.‬‬
                                                                                 ‫(‪ )3‬وإما أنه يكون ضحية للمؤامرة !‬

‫وباستثناء قصر فترة الحكم ‪ ،‬فإن جميع ما سبق ينطبق على الخليفة عبد الحميد‬

‫الثاني ‪ ،‬فلقد تسلم الخليفة العثماني مقاليد الخلافة في "إسطانبول " بعدد سلسلة من‬

‫السلاطين الذي أضعفوا الدولة العثمانية بترفهم وتبذيرهم ‪ ،‬فعمل الخليفة عبد الحميد‬

‫الموامرة التي‬  ‫على إصلاح دولة الخلافة ‪ ،‬وفعلًا كاد اْن ينجح في ذلك‪ ،‬لولا حدوث‬

‫أسميها شخصيًا ب"المؤامرة الكبرى "‪ ،‬هذه المؤامرة لم تبدأ مع حكم عبد الحمب‪ -‬الثاني‪،‬‬

‫بل بَدأت قديفا جدًا‪ ،‬كانت بدايتها بالتحديد مع الأخوين (برباروسا)! هل ما زلنا نذكر‬
   431   432   433   434   435   436   437   438   439   440   441